دوّى النشيد الوطني قسما في سماء لندن رغم أنف صحيفة (الدايلي تليغراف) التي تطاولت عليه، بعد أن حقّق العدّاء الجزائري توفيق مخلوفي إنجازا لبلاده وللعرب حين توّج بأول ميدالية ذهبية عربية في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بلندن، حيث حلّ في المركز الأوّل في سباق 1500 متر عدو رجال أمس الثلاثاء بعدما أنهى السباق في زمن قدره 3:34.08 دقيقة متفوّقا على الأمريكي مانزانو ليونيل الذي نال الميدالية الفضّية بزمن قدره 3:34.79 دقيقة. وحقّق العدّاء المغربي عبد العاطي أغادير أوّل ميدالية لبلاده في دورة لندن بعدما فاز بالميدالية البرونزية في السباق ذاته، حيث حلّ ثالثا بزمن قدره 3:35.13. شارك مخلوفي في السباق بعد أن نال الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي استبعده من الألعاب كلّيا في بادئ الأمر الاثنين الأخير قبل أن يعود عن قراره. وكان الاتحاد الدولي لألعاب القوى استبعد مخلوفي من الألعاب الأولمبية بتهمة غير عادية وهي عدم بذل الجهد الكافي في تصفيات سباق 800 م. وعن استبعاده، قال مخلوفي: (لم أحسب أيّ حساب لما حصل معي في سباق 800 م، ولم يؤثّر ذلك فيّ فكنت على يقين من أن العقوبة سترفع عليّ كوني أملك الأدلّة التي تثبت صحّة انسحابي من سباق ال 800 متر). وبعد ساعات من قرار الاتحاد الدولي باستبعاده تراجع عن قراره وسمح للعدّاء الجزائري بالمشاركة وأصدر بيانا جاء فيه (بعد مراجعة الأدلّة المقدّمة من قِبل المسؤول الطبّي للّجنة المنظّمة، تمّ إلغاء استبعاد العدّاء الجزائري الرّقم 1008 توفيق مخلوفي عن باقي منافسات ألعاب القوى من قِبل المسؤولين الفنّيين للاتحاد الدولي. بناء على ذلك، يمكن للسيّد مخلوفي المشاركة). خامس ذهبية للجزائر في تاريخ الأولمبياد هذه الميدالية الذهبية العربية الأولى في البطولة، كما أنها الأولى للجزائر في النّسخة الحالية والخامسة للجزائر في تاريخ مشاركاتها بعد العدّاءة حسيبة بولمرقة في سباق 1500 م في برشلونة 1992 والعدّاء نور الدين مرسلي في سباق 1500 م والملاكم المرحوم حسين سلطاني في الوزن الخفيف في أتلانتا 1996 ونورية بنيدة مراح في سباق 1500 م في سيدني 2000. مخلوفي: "أنا في غاية السعادة" قال البطل الأولمبي الجديد توفيق مخلوفي بعد نهاية السباق لوكالة (فرانس برس): (أنا في غاية السعادة، وآمل أن تكون الجزائر استعادت مكانتها على ساحة ألعاب القوى الدولية. هذه الميدالية تمثّل الكثير لي، أهديها لجميع العرب. كنت أتوقّع هذه الميدالية لكن ليس بنسبة كبيرة، لست نور الدين مرسلي جديد فلكلّ عدّاء اسمه ومشواره الخاص).