شهدت ليلة الشك وحتى اليوم الأول من الشهر الكريم طوابير مكثفة لعشرات المواطنين على قصابات اللحم الطازج على الرغم من وصوله في ذلك اليوم إلى سعر 1200 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد، فيما سجل خلو تام على مستوى محلات بيع اللحوم المجمدة مما يبرهن على هجران الزبائن لها واتجاههم نحو محلات بيع اللحم الطازج، حتى منهم المتعودين على ارتياد تلك المحلات فضلوا لحما طازجا في أوائل الشهر الكريم ويرون انه يضفي نكهة على الأطباق يفتقدها كثيراً اللحمُ المجمد. ذلك ما لاحظه الجميع في اغلب المقاطعات على غرار المدنية، بلكور، ساحة أول ماي بحيث سجلت قصابات عرض اللحم الطازج إقبالا منقطع النظير على حساب محلات عرض اللحوم المجمدة على الرغم من وصول اللحم الطازج في ذلك اليوم إلى 1200 دينار جزائري، إلا أن الكل أبوا إلا جلبه وتذوق نكهته بدل جلب المجمد، ما تجسد في خلو محلات عرضه من الزبائن بعد أن اتجه اغلبهم نحو اقتناء اللحم الطازج. وسجلت جل المقاطعات طوابير كثيرة من أمام القصابات التي أنزل أصحابُها ستائرهم مبكرا بعد نفاد كميات اللحم في لمح البصر، ذلك ما شهدته أمسية ليلة الشك، ومثله الحال في صبيحة اليوم الأول بحيث شهدت معظم القصابات تهافتا كبيرا في الساعات الأولى من الصباح الباكر، وتخوف الكل من عدم الظفر بتلك المادة الأساسية لدى اغلب الأسر الجزائرية في رمضان، وكثف اغلب الجزارين نشاطهم لاستيعاب ذلك الكم الهائل من الزبائن الذين توافدوا عليهم في ليلة رمضان، وكذا في صبيحة اليوم الأول منه قصد التزود بكمية من اللحم، كل حسب قدرته فمنهم من تزود بكميات كبيرة تغطي له كل الشهر وهناك من اكتفي بكميات جزئية. وفي جولة قادتنا إلى بعض القصابات في صبيحة اليوم الأول من شهر رمضان توقفنا على العدد الكبير من الزبائن الذين اختار معظمُهم التوجه إلى تلك القصابات لاقتناء لحم طازج يضفي نكهة لا مثيل لها على الأطباق الرمضانية وامتنعوا عن الإقبال على محلات عرض اللحوم المجمدة التي عرفت خلوا تاما من الزبائن بعد أن كانت وجهتهم قصابات عرض اللحم الطازج. اقتربنا من بعض المواطنين على مستوى بعض القصابات لرصد سر إقبالهم على تلك القصابات وتهافتهم عليها على الرغم من ارتفاع سعر اللحم إلى مستوى خيالي في ليلة رمضان وكذا في اليوم الأول منه، فقال الحاج فريد انه مكث على مستوى القصابة لمدة ساعة لينتظر دوره بالنظر إلى العدد الهائل من الزبائن الذي شهدته مختلف القصابات في ليلة رمضان، وأضاف انه يفضل الانتظار والمكوث هناك كونه يرفض رفضا قاطعا التزود باللحم المتجمد الذي يبتعد عنه حتى في الأيام العادية فما باله في اعز أيام الشهر الفضيل، واخبرنا انه سوف يأخذ كمية من اللحم تعادل قيمتها 6000 دينار جزائري قصد استعماله خاصة في طبق الشربة ليلجأ في الأطباق الأخرى إلى مادة الدجاج ويرى في ذلك الحل الذي يغنيه عن جلب اللحوم المجمدة. واجتمع اغلب الزبائن الذين التقيناهم على مستوى القصابة على ذلك الرأي فمنهم من يسعى إلى جلب اللحم بكميات متزايدة لتغطية كامل الشهر من حيث الاستهلاك ومنهم من جلبه بكميات جزئية تبعاً لقدرته المادية. ذلك ما أكده لنا صاحب القصابة الذي قال إنه بدأ في استقبال الزبائن منذ الساعات الأولى من ليلة الشك وعلى الرغم من مضاعفة وتيرة العمل إلا انه وجد نفسه وأعوانه في مواجهة تلك الطوابير المكثفة. وإذا بقي الحال على حاله فما مصير الكميات الهائلة من اللحوم المجمدة التي تم استيرادها؟ وهل سيقوى المنتوج المحلي من اللحوم الطازجة على استيعاب الطلبات المتزايدة للفرد الجزائري على تلك المادة خلال الشهر الكريم بعد أن فضل العديدون الابتعاد عن اللحوم المجمدة خاصة في هذا الشهر؟