حذّر العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة في كلمة تلفزيونية بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ممّا أسماه (مكر الماكرين ودعاة الفتنة والمغامرين والمقامرين بوحدة الشعب وتماسكه ومكاسبه)، في إشارة إلى المظاهرات الشعبية التي تقوم بها الأغلبية الشيعية في البلد منذ فيفري 2011 للمطالبة بالديمقراطية وإقامة ملكية دستورية في البحرين. وأضاف العاهل البحريني أن مملكة البحرين كانت على مرّ العصور (محطّ أطماع الطامعين لكن شعب البحرين الأبي عرف كيف يتصدّى لها بصموده ووحدة صفوفه واجتماع كلمته والتفافه حول وليّ أمره، فتكسّرت تلك الأطماع)، في إشارة إلى إيران. وأوضح العاهل البحريني: (عشنا في هذه السنة ظروفا عصيبة بسبب تلك الأطماع والمؤامرات الخارجية التي لم تنقطع، ووقفنا جميعا وقفة رجل واحد في وجه دعاة الفتنة وواجهناهم بكلّ حزم وعزم كما يفرضه الواجب الملقى على عاتقنا، والمسؤولية العظيمة التي نتحمّلها في الدفاع عن هذا الوطن وصيانة وحدته وحماية شعبه، وفي أوج الشدّة تمسّكنا بالحكمة والصبر والأناة وفتحنا أبواب الحوار، ودعونا إلى العفو والسماحة متوكّلين على اللّه عزّ وجلّ واثقين من نصره). وأكّد ملك البحرين (أننا كنا يقظين منتبهين إلى مكر الطامعين من خارج الوطن وغير غافلين عن مشاكلنا الداخلية، والتي لا ندّخر جهدا في حلّها والتغلّب عليها مثلنا مثل جميع الدول التي تحترم شعوبها وتسعى إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم). كما شدّد العاهل البحريني على أن الحوار (هو الطريق الذي يحقّق آمالنا وتطلّعاتنا، فبالحوار وحّدنا مواقفنا الوطنية اتجاه أيّ خطر أو تدخّل خارجي، وبالحوار وضعنا الأسس الصحيحة لنظامنا الدستوري، بل وكتبنا دستورنا معا ومن ثَمّ بالحوار تعاهدنا على ميثاقنا الوطني وتحديث الدستور)، وتابع يقول: (وفي السنة الماضية نجح الحوار الوطني في تحقيق العديد من تطلّعاتنا السياسية والاجتماعية بما يبني على كلّ ما حقّقناه من ذي قبل. فما الذي يمنع أن نواصل البناء على ما تحقّق؟ فحالنا اليوم أفضل من الأمس في كله مجال، ولا ينكر هذا إلاّ مخطئ، وحالنا في الغد سيكون أفضل وأسلم إن شاء اللّه، وذلك بالرّأي المشترك والتفاهم المطلوب). ولفت العاهل البحريني إلى أنه (من واجبنا حماية الآمنين من المواطنين الصالحين الذين لا يريدون علوًّا في الأرض ولا فسادا، والاستماع إلى مظلمتهم وتفهّم أحوالهم والانكباب على مشاكلهم وتحسين أحوالهم والرقي بأوضاعهم دون تمييز ولا إقصاء في ظلّ القانون والعدالة الاجتماعية ومبادئ المواطنة الحقة). وأشاد العاهل البحريني بدعوة خادم الحرمين الشريفين المالك عبد اللّه بن عبد العزيز آل سعود بمناسبة انعقاد القمّة الاستثنائية لمنظّمة التعاون الإسلامي بمكّة المكرّمة، مؤكّدا أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعمل الإسلامي المشترك، ومن الضروري العمل الجادّ من أجل إيجاد حلّ عادل ودائم وشامل لها وذلك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لقرارات الأمم المتّحدة ومبادرة السلام العربية وقرارات اللّجنة الرّباعية الدولية. وفي الشأن السوري، شدّد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة على أن التطوّرات المؤسفة والمتسارعة على الساحة السورية، والتي استمرّت حتى الآن زهاء عام ونصف بلا توقّف وراح ضحّيتها عشرات الآلاف من الشعب السوري الشقيق تستدعي منّا جميعا وقفة تأمّل جادّة في أبعادها وتداعياتها الداخلية والإقليمية والدولية. وفي نفس الوقت، يتابع العاهل البحريني حديثه: )يجب إيلاء الاهتمام الواجب لمطالب الشعب السوري المشروعة ومعاناته الإنسانية وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لإيجاد حلّ سياسي للأزمة يضع حدّا للعنف ويوقف إراقة الدماء ويحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها).