أعلن ملك البحرين «حمد بن عيسى آل خليفة» حالة الطوارئ في المملكة لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من أمس الثلاثاء، وهذا ما سيدفع بأحداث البحرين لاحتلال واجهة الاهتمام الإقليمي والدولي، خصوصا أن هذا الإعلان تزامن مع دخول قوات سعودية في إطار درع الجزيرة إلى البحرين لتحقيق الأمن والاستقرار بدعم طرف ضد طرف آخر في صراع العائلة المالكة، أو لمواجهة أي نفوذ إيراني محتمل في أعقاب التوتر الذي ألهب الاحتجاجات. وبرر رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في تصريحات لقناة الجزيرة أمس الثلاثاء أن دخول قوات خليجية إلى البحرين تم وفقا للمعاهدات الأمنية الخليجية مؤكدا أن المعارضة البحرينية "هي جزء من الشعب البحريني" ودعاها للحوار وترك الاعتصام. وقال الشيخ حمد "أن المعارضة البحرينية جزء من الشعب البحريني وهم يعزون علينا مثل باقي شعب البحرين". وحول وصف المعارضة للتدخل الخليجي بأنه "احتلال"، قال الشيخ حمد "هناك معاهدات خليجية ودرع الجزيرة واتفاقات أمنية خليجية واضحة فيها التزامات واضحة". ودعا رئيس الوزراء لقطري المعارضة البحرينية للدخول في حوار جاد يحل مشاكل البحرين. وقال "أنا أصح الإخوة المحتجين بأن ينسحبوا من أماكنهم، وهذه دعوة صادقة، ويبدؤوا حوار جاد من قبل الحكومة ومن قبلهم للوصول إلى النتائج المرجوة في البحرين". إيران تتوقع من الشعب البحريني أن يواجه القوات الأجنبية في البلاد وأعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران (البرلمان) علي لاريجاني أمس الثلاثاء أن الدول التي أرسلت قوات عسكرية إلى البحرين ستواجه "غضب "الشعب البحريني. ونقلت وكالة أنباء (مهر) عن لاريجاني قوله أمام المجلس إن إرسال قوات عسكرية إلى البحرين من قبل بعض الدول" سيجعلهم يواجهون غضب الشعب البحريني ، بالتأكيد سيعود ذلك عليهم بالضرر مستقبلا". وأشار إلى أن هذه الخطوة تمت بدعم أمريكي. وكانت قوات سعودية وإماراتية من قوة درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي دخلتا الاثنين إلى البحرين لمساعدة السلطات على فرض الأمن في المملكة التي تشهد منذ أكثر من شهر تظاهرات للأكثرية الشيعية تطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي. وقد تصدت قوات الأمن للمتظاهرين ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات بجروح. وأضاف لاريجاني "لقد تم هذا العمل العدائي بدعم من أمريكا وخلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي (روبرت غيتس) إلى البحرين". واعتبر أن زيارة غيتس إلى البحرين و"المواقف الضبابية للدول الأوروبية تكشف السلوك الحقيقي لأمريكا والغرب". وأشار إلى أن أمريكا "كانت تزعم أنها من دعاة الديمقراطية إلى ما قبل أسبوعين ولكن حاليا يمكن استكشاف ذروة القلق الذي تشعر به أمركا من الثورات الجارية في المنطقة من خلال خطاب وزير دفاعها". وقال لاريجاني "من حق شعوب المنطقة أن تعلن أن مسؤولية استخدام العنف والقتل منذ هذه الساعة ستكون على عاتق أمريكا". وحذر حكام المنطقة "من أن تدخلهم العسكري بتوجيه من أمريكا لن يمر من دون أن يدفعوا الثمن". «بان كي مون» ليس سعيدا بدخول قوات سعودية إلى البحرين أعرب الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» عن قلقه من دخول قوات من السعودية والإمارات تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي إلى البحرين التي تشهد احتجاجات شعبية تطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي تحولت إلى مواجهات مع قوات الأمن. وأصدر «بان» بياناً قال فيه إنه انزعج من العنف الذي خلف عدداً من الجرحى خلال الأيام القليلة الماضية، مضيفاً إن الأممالمتحدة على تواصل مع كل الأطراف البحرينية بما في ذلك الحكومة والأطراف المعارضة التي نقلت مخاوفها إليه بعد التطورات الأخيرة. وشدد البيان على أن "الأمين العام يؤمن بشدة بضرورة اعتماد السبل السلمية لضمان الوحدة الوطنية والاستقرار". وأضاف إن «بان» "يدعو كل المعنيين إلى إظهار أقصى درجة من ضبط النفس والقيام بكل ما أمكن للحؤول دون استخدام القوة والمزيد من العنف، وهو يشير إلى أهمية أن تتصرف كل الأطراف بما يتماشى مع حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني". وكرر «بان» دعوته للجميع كي يتوصلوا إلى أرضية مشتركة من دون أي تأخر تقوم على حوار وطني واسع وذو معنى، كما حث جيران البحرين والمجتمع الدولي على دعم مسار الحوار ودعم بيئة تؤدي إلى إصلاح حقيقي. وخلص البيان إلى أن "الأممالمتحدة ما زالت مستعدة لتقديم الدعم لأية جهود بقيادة وطنية إذا طلب منها ذلك". ويشار إلى أن البحرين التي يشكل الشيعة 75% من سكانها تشهد منذ أكثر من شهر تظاهرات تطالب بإصلاحات سياسية حقيقة وجادة ،في مقدمها إقالة الحكومة وتشكيل أخرى تبدأ بإصلاحات سياسية وديمقراطية حقيقية، ووضع دستور جديد للبلاد يتضمن نظام ملكية دستورية. وقتل خلال هذه التظاهرات ستة أشخاص فيما أصيب العشرات بجروح. وكانت المعارضة البحرينية وجهت الاثنين بياناً إلى «بان كي مون» تطالب فيه بحماية شعب البحرين من دخول قوات سعودية وخليجية إلى البلاد، محذرة من خطر شن "حرب من قبل جيش مسلح ضد المواطنين البحرينيين" ومعتبرة دخول تلك القوات "احتلالاً سافراً". ويذكر أن قوات درع الجزيرة، التي أعلن عن دخول قوات منها إلى البحرين، هي قوات مشتركة تأسست عام 1986 من السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان بدأت ب 5000 جندي وتجاوزت الآن الثلاثين ألفا من الضباط والجنود بينهم نحو 21 ألف مقاتل، ويقيمون في حفر الباطن بالقرب من الحدود الكويتية السعودية. كلينتون منزعجة من الوضع في البحرين أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الاثنين عن "قلقها العميق إزاء الوضع الخطير" في البحرين خلال مباحثاتها مع وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ «عبد الله بن زايد ال نهيان» في باريس. وقال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه للصحافيين "لقد أعربت الوزيرة عن عميق قلقها إزاء الوضع الخطير في البحرين". وأضاف إنها كانت تشير إلى الأحداث الجارية هناك "في سياقها العام"، بما فيها "تنامي (الأفعال) الاستفزازية" التي يقوم بها المتظاهرون المعارضون للنظام والموالون للحكومة، وكذلك إرسال قوات خليجية إلى البحرين. وأوضح أن كلينتون دعت إلى "ضبط النفس" في البحرين، سواء من القوات البحرينية أو القوات الخليجية. ونقل المسؤول الأمريكي عن كلينتون قولها إن "على كل القوات الأمنية الموجودة في البحرين، بما فيها قوات مجلس التعاون الخليحي المنتشرة هناك، أن تمارس التأني وضبط النفس". وأعلن وزير الخارجية الإماراتي قبل لقائه كلينتون على هامش اجتماع مجموعة الثماني أن بلاده أرسلت حوالي 500 شرطي إلى البحرين، إلى جانب إرسال السعودية نحو ألف من عناصر قوات درع الجزيرة، بهدف "إحلال الأمن". وكان «أنور محمد قرقاش» وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أعلن الاثنين أن الإمارات قررت إرسال قوة أمنية إلى البحرين "للمساهمة في حفظ الأمن والنظام" استجابة لطلب مملكة البحرين. وأضاف «قرقاش» إن "دولة الإمارات تؤكد أن خطوتها هذه تمثل تجسيدا حيا لالتزاماتها تجاه أشقائها ضمن منظومة دول مجلس التعاون، وتعبر بصورة ملموسة عن أن أمن واستقرار المنطقة في هذه المرحلة يتطلب منا جميعا الوقوف صفا واحدا حماية للمكتسبات ودرءا للفتن". وأكد «قرقاش» أن هذا القرار يأتي "تأكيدا على حرص دول المجلس على الوقوف صفا واحداً في مواجهة أي خطر تتعرض له واعتبار أمن واستقرار دول المجلس كلاً لا يتجزأ والتزاما بالعهود والاتفاقيات الأمنية والدفاعية المشتركة". واشنطن لا تعلم بأنها تعلم وبث تلفزيون البحرين الرسمي في وقت سابق مشاهد لدخول "طلائع" من قوات درع الجزيرة الخليجية إلى المملكة الاثنين عابرة الحدود من السعودية المجاورة. واعتبرت المعارضة البحرينية أن تدخل أي قوات أجنبية في البلاد هو "احتلال" وناشدت الأممالمتحدة التحرك لحماية المدنيين. وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الاثنين أن الوزارة لم تبلغ بنشر قوات سعودية "أو من مجلس التعاون الخليجي في البحرين". وقال الكولونيل «ديفيد لابان» في بيان "لا وزير الدفاع «روبرت غيتس» ولا رئيس أركان الجيوش الأمريكية الأميرال «مايك مولن» كانا على علم بأن السعوديين أو قوات أخرى من مجلس التعاون الخليجي ستنتشر في البحرين". وكان الأميرال «مولن» قد زار المنامة نهاية فيفري وروبرت غيتس زارها السبت. وقال غيتس إثر لقاء مع عاهل البحرين وولي عهده "في الظروف الراهنة (...) الخطوات الصغيرة ليست على الأرجح كافية (...) من الضروري تبني إصلاح حقيقي".