لا يزال سكان حي (عقبة بن نافع) ببلدية البيرين الواقعة بالجهة الشمالية الشرقية لولاية الجلفة يعاني سياسة التهميش والإقصاء بسبب العزلة المفروضة عليهم، فهي تفتقر لأدنى ضروريات الحياة الكريمة، على غرار اهتراء الطرقات، أزمة الماء، غياب المرافق الترفيهية، وانتشار النفايات.. وغيرها من النقائص التي جعلت سكان الحي يكابدون مظاهر التخلف ويعيشون يوميا واقعهم المر تحت وطأة البؤس والحرمان، هذا وقد تساءل قاطنو الحي الذي يعتبر من بين أقدم الأحياء في المدينة عن سر عدم التفاتة السلطات المحلية لمعظلة مسالك حيهم التي تحوّلت في معظمها إلى طرقات ترابية مهترئة، أكسبت الحي طابعا ريفيا كونها لم تعبد منذ إنشاء هذا التجمع السكاني، مما جعلها تشكل خطرا على قاطني الحي بالنظر إلى درجة الاهتراء التي آلت إليها، حتى أضحت طرق حيهم في معظمها ترابية وحتى بعض الشوارع تم إنجاز أرصفة فيها بشكل بدائي وأهمل بعضها أو تمّ إنجازه على الورق فقط وهي التصريحات التي أدلى بها سكان الحي ووقفوا فيها على هذا الأمر، يحدث هذا على الرغم من النداءات العديدة والشكاوي التي تقدّم بها هؤلاء إلى السلطات المحلية قصد التعجيل في تعبيدها، لتتواصل معاناة سكان الحي مع تلك المسالك وعلى مدار أيام وفصول السنة، من ناحية أخرى أعرب قاطنو الحي عن استيائهم الشديد جراء النفايات التي باتت تنتشر هنا وهناك، حيث ساهم هذا المشكل وبشكل كبير في تشويه المنظر الخارجي لهذه التجمع السكاني، وما زاد من تذمرهم هو تخاذل السلطات المحلية في الاهتمام بمشاكل هذا الحي والمواقع السكنية التي تشكو في الغالب من انتشار كبير للأوساخ، وهو ما أرق سكان الحي وحوّل حياتهم إلى جحيم حقيقي، كما طرح هؤلاء في سياق حديثهم مشكل تذبذب التزود بالماء الشروب والذي يصل إليهم مرة أو مرتين في الأسبوع ويكاد لا يكفي حتى لملئ القوارير البلاستيكية وهو ما أجبرهم في العديد من المناسبات لكراء صهاريج الماء في بلدية تعرف بوفرة مياهها (منطقة أم الريش بالبيرين والتي تعد من بين أكبر الاحتياطات المائية على مستوى القارة الإفريقية)، وأمام جملة المشاكل المجتمعة التي أرّقت سكان حي (عقبة بن نافع) فإنهم يطالبون السلطات المحلية أخذهم بعين الاعتبار بالالتفات الفعلي إلى النقائص التي يتخبطون فيها، وعدم الاكتفاء بتقديم وعود دون تجسيدها باعتبارهم سئموا من سماعها من قبل.