تشهد شواطئ بجاية هذه الأيام إقبالا منقطع النظير للمواطنين وبالأحرى للمصطافين الذين توافدوا على مختلف الشواطئ الساحلية منها تيشي، أوقاس، ملبو، سوق الإثنين، بوليماط، ساكت، إغرام إلى غاية بني كسيلة، وهذا الغزو الكبير خاصة من الولايات المجاورة مثل سطيف، البرج، وهذا فراراً من لفحات الشمس الحارقة وكذا من الحرارة المرتفعة جراء الحرائق المندلعة في 298 منطقة منتشرة على مستوى ولاية بجاية والتي أتلفت أزيد من 7000 هكتار، عائلات بأكملها أصبحت مرابطة تحت الخيم وهي تحاول أن تتنفس نسيم البحر وأكسوجين الهواء النقي، ورغم الأيام القليلة المتبقية إلا أن العائلات تعتبر ذلك كافيا لتجديد الطاقة البدنية وإعادة الحيوية للجسم، حتى تتمكن من استقبال الدخول الاجتماعي والمدرسي بنفس جديد، كما لاحظنا أثناء تجوالنا في العديد من الشواطئ وجود عدد كبير من المغتربين الذين أبو إلا أن يستكملوا عطلتهم الصيفية في بلادهم رغم المعاناة اليومية من حرارة وغلاء.. الشواطئ لم يهجرها المصطافون خلال شهر رمضان، حيث أن العديد منهم اعتبروا السباحة في الماء لا تناقض حرمة رمضان، وواصلوا اتصالهم بالبحر هم وعائلاتهم طيلة الشهر الفضيل، وفي نفس السياق عاد النشاط التجاري من جديد إلى المناطق الساحلية بعودة فتح المحلات التجارية بعد رمضان، وهو الأمر الذي يزيد من جمال الديكور السياحي لهذه المناطق التي ما تزال تعاني من نقائص عديدة، من حيث الخدمات الفندقية، وعدم توفر وسائل الراحة وغيرها.. أما الذين كانوا يرغبون في الاستمتاع بالسياحة الجبلية، فحظهم قد ذهب هباء بسبب موجة الحرائق التي حوّلت الغطاء النباتي إلى رماد.