ما يزال وبعد مرور أسبوع كامل سكان قرى بلدية أعفير يجوبون شوارع مدينة دلّس في بومرداس وصولا إلى مقرّ الدائرة احتجاجا منهم على غياب الماء عن البلدية بقراها ال 22 منذ 50 سنة، كما عبّروا عن استيائهم الشديد من سياسة الإقصاء المفروضة عليهم من قبل سلطاتهم التي وعدتهم بتسوية الوضع لكن لا جديد يذكر إلى حدّ الساعة. وقد بدأ احتجاج قرى بلدية أعفير بغلق مقرّ البلدية في اليوم الأوّل ليصعّد السكان حركتهم وقاموا في اليوم الموالي بقطع الطريق الوطني رقم 24 الرّابط بين ولاية بومرداس وتيزي وزو في شقّه الرّابط بين دلّس وتيغزيرة بالمتاريس. وفي اليوم الثالث والرّابع والخامس والسادس والسابع نقل السكان احتجاجهم إلى مقرّ دائرة دلّس وبقوا معتصمين فيها. ولقد ردّد المحتجّون عبارات مناهضة للسلطة بسبب التهميش والعزلة التي يعيشونها منذ 50 سنة من دون ماء. وأمام هذه الأجواء عمدت قوّات الأمن إلى الانتشار في كلّ الشوارع التي مرّت بها المسيرة، خصوصا بالزي المدني، لتفادي انزلاق الأوضاع إلى ما هو أسوأ، لكن المحتجين هدّدوا بتصعيد لغة الحوار إلى حين تسوية وضعيتهم العالقة، والتي وصفوها بالشرعية في ظلّ الحاجة الماسّة إلى مادة الماء الذي يعدّ موردا حيويا خاصّة في هذا الفصل الحارّ أين تشهد درجات الحرارة ارتفاعا قياسيا.