جاب أزيد من 700 مواطن يمثلون مختلف قرى بلدية أعفير، الواقعة أقصى شرق ولاية بومرداس، أول أمس، الشارع الرئيسي لمدينة دلس في مسيرة احتجاجية انطلقت من واد تيزة إلى غاية مقر دائرة دلس للتنديد بالتهميش المفروض عليهم من طرف السلطات وغياب الماء الشروب عن حنفيتهم منذ أزيد من أربعة أشهر دون تحرك الجهات المختصة. وقد أدت الحركة الاحتجاجية في يومها الثاني على التوالي لسكان بلدية أعفير على غلق كلي لمدينة دلس وعزلها عن البلديات الأخرى، بعدما اكتسح المحتجون شوارعها رافعين شعارات منددة بسياسة العزلة المفروضة عليهم، وعدم تزويدهم بالماء الشروب، وما وصفوه في شعاراتهم ب “سياسة الفستي" المنتهجة حيال المشكل الذي يتخبطون فيه منذ أربعة أشهر دون تدخل الجهات الوصية التي قالوا عنها إنها همشت المنطقة الشرقية لبومرداس ولا أحد يسمع لانشغالاتهم، على حد تعبير المحتجين، في حديثهم ل “الجزائر نيوز"، حيث بدأ المحتجون حركتهم الاحتجاجية على شكل مسيرة انطلقت من واد تيزة بوسط مدينة دلس إلى غاية مقر الدائرة التي اعتصموا بها لليوم الثاني على التوالي، كما قام المحتجون الذين فاق عددهم 700 شخص على غلق الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين بومرداس ودلس وهذه الأخيرة وتيڤزيرت بولاية تزي وزو، وقال المحتجون إن التزام الجهات الوصية الصمت حيال مشكلهم الذي لم يعرف طريقا للحل بعد اجتماعهم في اليوم الأول من الاحتجاج برئيس دائرة دلس، إلى الخروج إلى الشارع وإصرارهم على تلبية ما وصفوه بحقهم الشرعي، وقال أحد المحتجين إن الولاية تتوافر على سدين معروفان على مستوى الوطن “سد قدارة وبني عمران"، إلا أنهم يعانون وماشيتهم العطش الشديد منذ أربعة أشهر، وقال آخر إنهم يضطرون لاقتناء الصهاريج بقيمة 2000 دج لليوم وفي أحيان كثيرة يقضون لياليهم بحثا عن قطرة ماء، كما تساءل محدثونا عن مشاريع قطاع الري وإنهاء أزمة العطش التي يعانون منها منذ سنوات، التي تتغنى بها السلطات منذ 2003 دون أن ترى النور، ليبقى مواطنو أعفير يتجرعون الأمرين، على حد قولهم. من جهته. أرجع مصدر مسؤول ببلدية أعفير المشكل إلى تأخر ربط البلدية بمياه سد تاقصبت بعد امتناع المواطنين عن مرور قنوات المياه بأراضيهم، بقرية أولاد حميدة وأولاد خداش، حيث تطلب الأمر تدخل والي الولاية، وكذا مشروع ربط البلدية بمحطة تحلية مياه البحر بكاب جنات الذي سيكون قريبا، مشيرا إلى أن الأمر خارج عن نطاق السلطات المحلية مناشدا والي الولاية بالتدخل لحل المشكل.