مثلما كان يتوقعه الجميع وعلى الرغم من التعزيزات الأمنية وقعت بعض نواحي العاصمة في قبضة اللصوص بعد أن طالت أياديهم بعض المتجولين وعلى الرغم من التخوف الذي انتاب المواطنين قبل حلول رمضان من تلك العمليات، إلا أنهم ما فتئوا أن اصطدموا بها في أوائل الشهر الفضيل بعد أن تم الاعتداء على بعض العابرين على مستوى مقاطعات من العاصمة، فاقترن شهر رمضان المعظم سنويا بالتخطيط لتلك العمليات الإجرامية على مستوى اغلب الأزقة والشوارع الكبرى بالعاصمة على الرغم من التعزيزات الأمنية المكثفة، لتكون العاصمة في قبضة اللصوص مرة أخرى الذين كثفوا نشاطهم مستغلين في ذلك الاكتظاظ الذي تشهده جل المقاطعات واستحالة السيطرة الكلية عليها من طرف الأمن. لا حديث في الحافلات، في المقاهي، في الأماكن العمومية في هذه الأيام سوى عن نشاط اللصوص المكثف في رمضان ضد المواطنين العزل الذين لا حول ولا قوة لهم واحتار الكل من ربط الشهر الفضيل بتلك الممارسات التي لا تمت بصلة إلى روحانيته ومعانيه السامية كفرصة ربانية من اجل التقرب من الله عز وجل بأفعال الخير والطاعة والتعبد، إلا أن اللصوص يعكسون الأفعال ويأتون شرها باعتدائهم على الناس وسلب ممتلكاتهم والانقضاض على كل ما يحوزونه تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، فلا يكون بوسع هؤلاء العزل إلا الانصياع لأوامرهم في تلك اللحظة لحفظ سلامتهم كون أن هؤلاء اللصوص لا يتمتعون بأدنى مسؤولية ومن السهل عليهم غرس ذلك السكين في أجساد من وقعوا في قبضتهم، وإلحاقهم أضرارا وعاهات مستديمة في حال امتناعهم عن تسليم ممتلكاتهم في التوّْ. ومن المدهش فعلاً أنهم يكثفون تلك الأفعال ويربطونها بأفضل شهر في السنة وتطال أعمالهم غير المبررة جموع المواطنين على مستوى الشوارع دون أدنى ضمير، ذلك ما يتخوف منه جل المواطنين قبيل رمضان ومن سوء حظهم أنهم يقعون في مواجهة ذلك السلوك في رمضان من كل سنة رغم اتخاذهم تدابير الحيطة والحذر إلا أن خداع ومكر اللصوص يكون أقوى وتسقط البلية على من وقع في قبضتهم. ذلك ما تعرضت إليه فتاة على مستوى الساحة المركزية بالمدنية بالعاصمة في اليوم الثاني من رمضان المعظم بحيث وفي ظل ازدحام المواطنين مرَّ احدهم بسرعة البرق وقام بخطف حقيبتها اليدوية. وعلى الرغم من محاولتها إفشال خطته لم تتمكن من ذلك، وكانت في موقف لا تحسد عليه بحيث سقطت أرضا وهي تحاول مسك حقيبتها إلا أنها لم تتمكن من ذلك في ظل احترافية السارق، وجعل كل من حولها يتعجبون لما حصل أمامهم ولما وصلت إليه نذالة بعض أشباه الرجال بتعديهم على نسوة لا حول ولا قوة لهم. واقعة مماثلة شهدتها منطقة سعيد حمدين بالعاصمة في اليوم الأول من رمضان بحيث وما إن غادرت الفتاة محطة النقل الثانوية متوجهة إلى بيتهم باغتها شابان وضع أحدٌ منهما سكيناً على جهتها اليسرى والآخر على الجهة اليمنى وطالبها بمنحهما الحقيبة ثم المجوهرات الذهبية فأعلمتهم أنها لا تمتلك مجوهرات إلا أن دهاءهم كان الأقوى وطالبوها برفع خمارها وانتزعوا منها عقدا ذهبيا كانت تلبسه. عينة أخرى مماثلة جرت وقائعها بمقاطعة باب الوادي بالعاصمة حيث انقض شاب على فتاة وخطف عقدها الذهبي وهرب مسرعاً إلا أن رجولة وفحولة أبناء باب الوادي حالته دون إكمال خطته بحيث راح اثنان منهم يركضون وراءه وارجعوا العقد للفتاة التي كانت تندب حظها لاسيما وان العقد هو هدية من خطيبها. تلك هي يوميات الجزائريين مع اللصوص في أيام رمضان الذي عولوا على تنغيص هدوء الصائمين من كل سنة فوجب أن تكون يقظة المواطنين وكذا عيون الأمن بالمرصاد لهم خلال كامل رمضان لإحباط محاولاتهم الدنيئة.