واجهت إيران صعوبة في تحقيق أهدافها الدبلوماسية المرجوة من استضافتها لقمة -حركة دول عدم الانحياز-، إذ طغى ملفها النووي والثورة السورية على كلمات المشاركين في حفل الافتتاح، ما أظهر خلافات كبيرة جعلت من -الانحياز- سيد القمة، فبينما وجه الرئيس المصري محمد مرسي انتقاداً لاذعاً إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، انسحب الوفد السوري من القاعة احتجاجاً على مضمون كلمة مرسي. ووصف مرسي، وهو أول رئيس مصري يزور طهران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، النظام السوري بأنه -ظالم-، مشدداً على أن سوريا تشهد ثورة على غرار ثورة مصر، بينما ربط بين نضال الشعبين الفلسطيني والسوري، إذ أشاد ببسالة هذين الشعبين في -نضالهما من أجل حقوقهما-. وأكد مرسي، خلال كلمته في افتتاح القمة، التي سلّم رئاستها الدورية إلى إيران، أن مصر -على أتمّ الاستعداد للتعاون مع كل الأطراف لحقن الدماء في سورية-، داعياً الأطراف الفاعلة إلى اتخاذ مبادراتها من أجل وقف نزف الدم وإيجاد حل للأزمة في هذا البلد. وفي المقابل، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن وفد بلاده انسحب من القاعة احتجاجاً على مضمون كلمة مرسي الذي يمثل خروجاً عن تقاليد رئاسة القمة، ويُعتبر تدخلاً في شؤون سورية الداخلية، ورفضاً لما تضمّنته الكلمة من تحريض على استمرار سفك الدم السوري. إلى ذلك، أكد المرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي في الخطاب الذي ألقاه في افتتاح القمة التي تُختتم اليوم، أن بلاده لا تسعى أبداً إلى التسلح النووي، مشدداً في الوقت نفسه على أن طهران لن تتخلى أبداً عن حق الشعب الإيراني في استخدام الطاقة النووية لغايات سلمية رغم الضغوط والعقوبات الدولية. وأضاف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر استخدام الأسلحة النووية والكيميائية وأمثالها ذنباً كبيراً لا يُغتفر. لقد أطلقنا شعار: شرق أوسط خالٍ من السلاح النووي، ونلتزم بهذا الشعار. وردّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في خطابه بالقول إن على طهران بناء الثقة حول برنامجها النووي عبر الالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محذراً من اندلاع دوامة عنف على خلفية الملف النووي الإيراني، كما ندّد بإنكار إيران لمحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية ولحق إسرائيل في الوجود. (طهران أ ف ب، يو بي آي،