تكتظ محلات الأكل السريع خلال هذه الفترة على آخرها بمدينة الجزائر العاصمة وخاصة في بعض الأحياء الشعبية التي تشهد إقبالا منقطع النظير من طرف الكثير من الزبائن الذين اصطفوا في طوابير مقابل ساندويش أو قطعة بيتزا في مشهد حير الكثيرين وكأنهم وجدوا شيئا افتقدوه منذ سنوات طويلة، إذ أصبحت هذه المرافق أكثر الوجهات إقبالا من طرف المواطن التي تعرض فيها مأكولات تشكل الوجبة الأساسية للعديد من الموظفين والطلبة على وجه الخصوص بداية من الشوارما والبيتزا والمحاجب وعلى رأسها سندويش الكرانتيتا. ومن بين المظاهر الغريبة التي تميز مختلف شوارع العاصمة خلال هذه الفترة التي تلت شهر رمضان والعيد المبارك هو استمرار محلات بيع الأكلات السريعة في غلق أبوابها في وجه زبائنها لحد الساعة، حيث اعتدنا أن نشاهد ذلك الاكتظاظ الكبير على محلات الأكل السريع والمطاعم في ساعات الظهيرة من مختلف الشرائح الاجتماعية، ناهيك على إقبال الأطفال على هذه المحلات، هذه الصورة التي باتت غائبة بمعظم الأحياء العاصمية بسبب العدد المحدود لمحلات الأكل السريع التي استأنفت نشاطها مباشرة بعد العيد ما أدى إلى كثرة الإقبال على بعضها نظرا لغلق أغلبية المحلات والمطاعم أبوابها أياما قبل رمضان في عطلة سنوية استغلها البعض في الأشغال التي طالت إلى ما بعد العيد، الأمر الذي أوقع الكثير من المواطنين في حيرة من أمرهم خاصة فئة الموظفين الذين باشروا عملهم بعد انقضاء عطلتهم السنوية ليجدو أنفسهم في مأزق نتيجة اعتيادهم على تناول طعام الإفطار خارج البيت وذلك بالتوجه إلى البتزيريا والمطاعم القريبة من مقر عملهم، وفي هذا السياق أكد لنا بعض الموظفين الذين كانوا منشغلين في البحث عن أماكن لتناول الطعام من أجل سد جوعهم أين لا تزال هذه المعاناة مستمرة إلى غاية هذه الفترة ليجدوا أنفسهم أمام محلات بيع المواد الغذائية من أجل شراء رغيف خبز مصحوب بعلبة من السردين أو قطع من الجبن، حيث عرفت هذه المحلات هي الأخرى عجزا في تلبية الطلبات المتزايدة. بحي الهواء الجميل بباش جراح كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا، اتفقنا مع صاحب المحل السيد محمد لكي يسمح لنا بالمكوث بالمحل إلى غاية انتهاء وقت الغداء من أجل رصد الأجواء عن قرب فلاحظنا بداية توافد الأعداد الأولى للزبائن على محل (الفاست فود)، حيث بدأت الطلبات على مختلف المأكولات المعروضة والتي استحوذت على عقول وبطون الكثيرين، حيث بدأ العاملون بالمحل يسابقون الزمن لتلبية هذه الطلبات التي تتزايد مع مرور كل ثانية، وأمام القلق الذي يميز المستهلكين فإن هؤلاء العمال مطالبون بالسرعة الكبيرة في تحضير الوجبات وتقديمها. وفي هذا الشأن اقتربنا من المواطنين للتعرف على آرائهم حول نقص أماكن الإفطار بالحي خلال هذه الفترة فكانت إجابتهم مختلفة، فالبعض منهم اعتبرها فرصة للتخلص من عادة الإدمان على الأكل السريع ومخلفاته إلا أنهم مضطرون في بعض الأحيان إلى الاستعانة به مثلما حصل معهم خلال هذه الفترة، لكن البعض أقر أنه اشتاق لهذه الساندوشات بالرغم من المشاكل الصحية التي يمكن أن تحصل نتيجة عدم تعود المعدة على النظام الغذائي الجديد بعد شهر من الصيام.