يعيش سكان حي كوسيدار التابع إقليميا لبلدية مفتاح شرق العاصمة الذي أنجز في إطار برنامج (السكن الاجتماعي) في ظروف صعبة جراء غياب النقل وافتقار الحي للإنارة العمومية ومشكل اهتراء الطرقات بسبب عدم اكتمال الأشغال بذات الحي. تعاني العائلات المستفيدة من السكن الاجتماعي بحي كوسيدار في مفتاح من الحالة المزرية التي آل إليها هذا الحي السكني الجديد، بعد أقل من شهرين من انتقالهم إليه، بعد استفادتهم من السكن التابع لبلدية الجزائر الوسطى، فلقد عبر هؤلاء المواطنون وفي اتصالهم ب(أخبار اليوم) عن تذمرهم من هذه الوضعية المستمرة، وعليه فلقد ناشدوا على صفحات (أخبار اليوم) السلطات المحلية والمعنية من أجل استكمال تهيئة الحي وتوفير متطلبات السكان، للحد من تلك المعاناة التي حوّلت حياتهم إلى جحيم. كما غابت حاويات القمامات عن الحي والتي من شأنها أن توزع بمعظم الأحياء الجديدة إلا أن السلطات لم تعر هذا الجانب أدنى اهتمام، فضلا عن عدم دخول شاحنات النظافة المنطقة، وأداء عمال النظافة مهامهم كباقي الأحياء المجاورة التي تحظى بدخول شاحنات النظافة ونقل النفايات المتواجدة على مستوى أحيائهم، في حين هم يواجهون متاعب يومية، وحسب السيد عبد الرحمان أحد المرحلين الجدد أنهم يضطرون لقطع مسافة لرمي النفايات بالمفرغة العمومية وهذا تفاديا لانتشار الروائح الكريهة وانتشار الحشرات المؤذية. ولم تتوقف المشاكل عند هذا الحد، بل يضاف إليها مشكل غياب النقل، وبعد المحطة عن الحي تسبب لهم في عدة مشاكل على غرار المشي وقطع مسافات طويلة من أجل بلوغ المحطة للتنقل باتجاه مقاصدهم، إلى جانب تعرض بعض من هؤلاء القاطنين بالحي إلى الاستغلال من طرف بعض أصحاب المركبات الخاصة الذين يعرضون عليهم نقلهم من المحطة إلى الحي مقابل مبلغ 30 دينارا، وهو مبلغ يفوق سعر نقلهم إلى البلديات المجاورة. ويتأزم الوضع لكون مسالك الحي تتواجد في وضعية مهترئة مما يصعب عليهم المشي فيها خاصة في فصل الشتاء، وفي حديثهم عن غياب الإنارة ببعض الأحياء وانقطاعها المتكرر في أخرى قال هؤلاء المواطنون إنه يمنع عليهم الخروج من منازلهم ليلا، ويتسبب في تعرضهم للاعتداءات من طرف بعض الشباب ممن يمتهنون السرقة والاعتداءات في الظلام الدامس، دون أن يتعرف عليهم أحد، حيث أوضح هؤلاء السكان أن الخروج في الليل يعد مخاطرة، ناهيك عن الأيام التي تعرف ارتفاعا في درجات الحرارة، والتي تجبر البعض إلى الخروج ليلا، غير أن ظلمة الحي تبعث بالخوف في النفوس من حدوث أي اعتداء. ورغم أن السكان لم يتماطلوا في تقديم شكاويهم للسلطات من أجل استكمال تهيئة الحي بتوفير الإنارة وتزفيت الطريق وتوفير النقل وكذا تكليف عمال النظافة برفع النفايات والمطالبة بتزويد الأحياء بحاويات من الحجم الكبير وهذا تفاديا للرمي العشوائي للنفايات حفاظا على المحيط من التلوث إلا أن الحي مازال لحد اليوم يعاني فيه السكان جراء غياب هذه المرافق الضرورية التي من شأنها أن ترفع الغبن عنهم، يحدث هذا والسلطات لم تحرك ساكنا أو تعمل لحل ولو جزء من جملة المشاكل خصوصا المتمثلة في مشكل رفع النفايات، وعلق هؤلاء السكان كل آمالهم علينا في توصيل انشغالاتهم عبر صفحاتنا.