أحرز أتلتيكو مدريد الإسباني، بطل الدوري الأوروبي (أوروبا ليغ)، كأس (السوبر) الأوروبية لكرة القدم إثر فوزه على تشيلسي الإنجليزي، بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا، (4-1) في موناكو. وسجّل الكولومبي رادامل فالكاو في الدقائق ال 6 وال 19 وال 45 والبرازيلي جواو ميراندا دا سيلفا في الدقيقة ال 60 أهداف أتلتيكو مدريد، وغاري كاهيل في الدقيقة ال 75 هدف تشيلسي. واللّقب هو الثاني لأتلتيكو مدريد بعد 2010 بفوزه على إنتر ميلان الإيطالي (2-صفر)، فيما فشل تشيلسي في إحراز اللّقب الثاني في المسابقة بعد الأوّل عام 1998 حين كان بطلا لكأس الكؤوس التي ألغيت لاحقا على حساب ريال مدريد الإسباني. استضاف ملعب لويس الثاني للمرّة الخامسة عشر المباراة التي تجمع سنويا بين حامل لقب دوري أبطال أوروبا وبطل مسابقة الدوري الأوروبي (أوروبا ليغ)، حيث تقرّر أن تقام بالمداورة بين الدول ال 53 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على أن تستضيف براغ نسخة 2013 وكارديف نسخة 2014 وتبيليسي نسخة 2015. فالكاو "عريس" ملعب لويس الثاني كان فالكاو (عريس اللّيلة) والتركي أردا توران دينامو اللّقاء ومفتاح اللّعب في صفوف الفريق الإسباني، فيما كان تشيلسي تائها غائبا عن الأجواء مفكّك الصفوف مرتبكا وضعيفا في الدفاع. افتتح فالكاو التسجيل في الدقيقة ال 6، وأضاف نفس اللاّعب الهدف الثاني في الدقيقة ال 19 بعد كرة إلى داخل المنطقة فخادع 4 مدافعين وأرسلها قوسية بيسراه فشل تشيك المتقدّم في صدّها لتستقرّ في الزاوية اليمنى البعيدة لمرماه، وأكمل فالكاو ثلاثيته في آخر دقيقة من الشوط الأوّل. رصاصة (الرّحمة) في صدر تشيلسي كانت بواسطة ميراندا في الشوط الثاني حاول تشيلسي دخول أجواء المباراة محاولا التعويض، لكن التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي والتفاهم بين الخطوط الثلاثة للفريق الإسباني عوامل حالت دون ذلك، بيد أن الانشغال الدفاعي للإسبان خفّف موجة الإثارة وساهم في انخفاض وتيرة الأداء في ربع الساعة الأوّل. وتمكّن أتلتيكو مدريد من إضافة الهدف الرّابع بعد كرة عالية مرفوعة إلى منطقة تشيلسي انقضّ عليها المدافع البرازيلي ميراندا وتابعها بيمناه فارتطمت بكاهيل الذي حاول إخراجها وتابعت طريقها إلى الشباك في الدقيقة ال 60. وحاول هازار وفرانك لامبارد وحصلا على ركنيتين جاء من الأخيرة الهدف الأوّل لتشيلسي بعد أن سقطت الكرة على ظهور المدافعين والمهاجمين ثمّ على قدم كاهيل الذي أطلقها قوية في الشباك في الدقيقة ال 75. وكان أتلتيكو مدريد على وشك أن يأتي بالخامس من انفراد وعرضية من الجهة اليمنى إلى فالكاو داخل المنطقة شّتتها آشلي كول في الرّمق الأخير إلى ركنية، كان ذلك في الدقيقة ال 82. دقيقتن من بعد حرم الحارس تشيك المدافع البرازيلي فيليبي لويس من التسجيل وزيادة غلّة أتلتيكو مدريد، لتنتهي المبارة بفوز ساحق لهذا الأخير، ليتوّج بذلك بلقبه الثاني. أوّل ثلاثية في "السوبر" تعدّ ثلاثية فالكاو الأولى في مباراة (السوبر) منذ عام 1977، والتي تقام بشكل منتظم منذ عام 1972، كما يعدّ هدفه الأوّل هو الأسرع في نهائي (السوبر) بشكله الجديد الذي بدأ عام 2000. درس أتلتيكو مدريد كان قاسيا جدّا على تشيلسي وماتيو قدّم فريق أتلتيكو مباراة أكثر من رائعة ونجح في خطف اللّقب على طريقة السّهل الممتنع من خلال أداء متوازن نجح من خلاله في القضاء على خطورة البلوز. وساهم الهدف المبكّر لفالكاو في القضاء على مخطّطات دي ماتيو الذي كان يسعى إلى تكرار سيناريو لقاءي برشلونة وبايرن ميونيخ في قبل نهائي ونهائي دوري الأبطال. قالوا بعد اللّقاء مدرّب تشيلسي: "فالكاو خطير جدّا" اعترف الإيطالي روبرتو دي ماتيو مدرّب تشيلسي الإنجليزي بأن الهدّاف الكولومبي راداميل فالكاو يكون (شديد الخطورة حين تمنحه الوقت وتتيح أمامه مساحات شاغرة في الملعب). وأوضح دي ماتيو في تصريحات لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا) أن فريقه (لم يستحوذ على الكرة كما ينبغي، وتعذّر على لاعبيه فتح ثغرات في منتصف ملعب أتلتيكو)، مشيدا بالصلادة الدفاعية للرّوخي بلانكوس، (وهو ما سمح لهم بإلحاق الضرر بنا) على حدّ تعبيره. مدرّب أتلتيكو مدريد: "فالكاو لا يكفّ عن إبهاري" قال المدرّب الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرّب أتلتيكو مدريد الإسباني عقب فوزه بكأس سوبر أوروبا على حساب تشيلسي الإنجليزي إنه يعشق مهاجمه الكولومبي راداميل فالكاو ويتمنّى أن يحتفظ بهذا المستوى الرّاقي. وصرّح سيميوني للتلفزيون الإسباني عقب الإنجاز: (باعتباري مدرّبا لهؤلاء اللاّعبين لا يسعني سوى التعبير عن مدى فخري بهم، أريد أن أهنّئهم بعد هذه المباراة الرّائعة، لقد قدّموا أداءا مثاليا والتزموا بما تدرّبنا عليه)، مضيفا: (حين تولّيت مهمّة تدريب أتلتيكو في ديسمبر كان فريقا جريحا، لكنه كان يملك رجالا ولاعبين عظماء وبفضلهم نحن هنا في موناكو. لقد استعدّينا جيّدا لتشيلسي، وثلاثية فالكاو في الشوط الأوّل سهّلت الأمور). وعن (النمر) فالكاو الذي شهد بزوغ نجمه في ريفر بليت الأرجنتيني، قال المدرّب: (إنني معجب به وأحبّه، أعرفه منذ كان فتى يافعا، هو لا يتوقّف عن إبهاري بتطوّر مستواه وأتمنّى أن يظلّ كذلك، يجب أن نستمتع بلعبه ونطلب منه إفراغ المزيد من جعبته)، كما وجّه الشكر والامتنان لأكثر من 6000 مشجّع حضروا من مدريد إلى موناكو لمؤازرة الرّوخي بلانكوس في ملعب لويس الثاني الذي احتضن (السوبر).