* الدبلوماسي الجزائري يستبعد إرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا من المقرّر أن يجري المبعوث الأممي-العربي الجديد إلى سوريا الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي السبت المقبل زيارة إلى دمشق يبحث خلالها مع الرئيس السوري بشار الأسد سبل تسوية الأزمة السورية سلميا في ظلّ تشبّت طرفي النّزاع بمواقفهما واحتدام المواجهات المسلّحة بينهما، علما أن الإبراهيمي يستبعد إرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا حاليا. ذكرت صحيفة (الوطن) السورية أمس الأحد أنه من المقرّر أن يجري الإبراهيمي زيارة إلى دمشق السبت المقبل يلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد في محاولة لتحريك الجهود الدبلوماسية والمساعي السياسية لإيجاد حلّ (سلمي) للأزمة السورية. وكان قد سبق للمبعوث المشترك للأمم المتّحدة وجامعة الدول العربية الجديد إلى سوريا وأن صرّح بأنه سيتوجّه في (الوقت المناسب) إلى دمشق، وأنه (لا يملك إلاّ الإلحاح على وقف العنف وبدء عملية سياسية في سوريا). وأكّد الإبراهيمي في تصريح له يوم أمس السبت أنه (من غير الممكن التعامل مع الوضع المعقّد في سوريا بأفكار مسبقة)، وأنه من الضروري أن (تدرك الحكومة السورية مدى معاناة الشعب)، والتي يعيها هو جيّدا. وفي هذا السياق، شدّد الإبراهيمي على (ضرورة الوصول إلى عملية سياسية تمكن الشعب السوري من تلبية طموحه)، مؤكّدا أنه (من المبكّر الحديث عن إرسال قوات عربية أو دولية مثل قوات حلف شمال الأطلسي النّاتو إلى سوريا، وأن التدخّل العسكري هناك معناه فشل العملية السياسية)، مجدّدا دعوته طرفي النّزاع إلى وقف أعمال العنف من أجل حماية أرواح المدنيين. وفي الوقت الذي يكثّف فيه الإبراهيمي والمجتمع الدولي الجهود لإنهاء الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بسوريا يصرّ طرفا النّزاع على التشبّت بمواقفهما قبل الحديث عن أيّ انتقال للسلطة في البلاد. فقد أكّدت السلطات السورية أن اشتراط المعارضة رحيل الرئيس الأسد عن السلطة قبل الشروع في أيّ مفاوضات أمر (غير مقبول تماما)، معتبرة أن (ما يحدث في سوريا يندرج ضمن مخطّط لضرب المنطقة). ومن هذا المنطلق، أكّد وزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر مؤخّرا خلال زيارته لطهران أن (فكرة تنحّي الرئيس السورى بشار الأسد مرفوضة تماما من حيث المبدأ، خصوصا وأن دولا أجنبية هي التي طرحتها)، معتبرا أن (أيّ تدخل في الشؤون السورية هو انتهاك لسيادة سوريا، وأن الحلّ الوحيد للأزمة هو أن يتوقّف التدخّل الأجنبي، وأن تلقى المعارضة سلاحها). وفي هذا الخصوص جدّد الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي التأكيد على أن (ما تتعرّض له سوريا حاليا يندرج ضمن مخطّط موجّه لضرب المنطقة بأسرها، والتي تشكّل فيها سوريا حجر الأساس)، مشدّدا على أن (سوريا ثابتة في نهجها المقاوم والمدافع عن الحقوق المشروعة للشعوب مهما كان حجم التعاون بين الدول الغربية وبعض الدول الإقليمية لثنيها عن مواقفها، وأن الشعب السوري لن يسمح لهذا المخطّط بالمرور والوصول إلى أهدافه مهما كلّف الثمن). في سياق ذي صلة، قال الإبراهيمي إنه من المبكّر الحديث عن إرسال قوات عربية أو دولية مثل قوات حلف شمال الأطلسي (النّاتو) إلى سوريا، مبيّنا أن التدخّل العسكري معناه فشل العملية السياسية. ونقلت مصادر إعلامية عن الإبراهيمي قوله في نيويورك إن الوضع المعقّد في سوريا (لا يمكن التعامل معه بأفكار مسبقة)، مضيفا أنه (لابد للحكومة السورية من إدراك مدى معاناة الشعب السوري، وأنه يعرف معاناة السوريين جيّدا ويتعاطف معهم)، مشيرا إلى أنه يجب الوصول إلى عملية سياسية تمكّن الشعب السوري من تلبية طموحه. ودعا المبعوث الدولي إلى سوريا جميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف، مشدّدا على تحمّل الحكومة السورية المسؤولية الأكبر في إنهاء الأزمة.