أقدم أوّل أمس العشرات من السكان المقيمين بالحي الفوضوي بخزرونة بولاية البليدة على قطع خطّ السكّة الحديدية المحاذي لمنازلهم، مطالبين بترحيلهم إلى سكنات جديدة بعد قضائهم سنوات في هذه السكنات في ظروف أقلّ ما يقال عنها إنها مزرية. هذا الحي الذي يضمّ حوالي 300 عائلة طالب سكانه بترحيلهم إلى سكنات لائقة تضمن لهم العيش الكريم وانتشالهم من الوسط الذي يقبعون فيه، والذي يفتقد إلى أدنى شروط الحياة الكريمة من انعدام مياه الشرب والكهرباء. وفي السياق ذاته يجد هؤلاء السكان صعوبة في تسجيل أبنائهم في المدارس مع غياب شهادات الإقامة، أين يجد البعض منهم أنفسهم مجبرين على منع أطفالهم من مزاولة الدراسة فيما يلجأ البعض الآخر إلى تقديم الرشاوى والإكراميات للحصول على شهادة إقامة. ومن جهة أخرى، يشكّل الوادي المحاذي للسكان خطرا على حياة أبنائهم المتمدرسين الذين يضطرّون إلى قطعه للمرور إلى الجهة المحاذية بخزرونة، وبالتالي الوصول إلى المدارس. ويذكر المحتجّون أن رئيس دائرة البليدة قام بزيارتهم منذ أيّام بعد انسداد الوادي المحاذي لهم نتيجة تساقط الأمطار الغزيرة وأكّد لهم أن ترحيلهم غير مبرمج حاليا، ممّا خلق حالة من الارتباك لديهم، خاصّة وأن بعضهم يقيم في تلك السكنات الفوضوية منذ أكثر من 20 سنة ويؤكّدون أن رئيس الدائرة في زيارته الأخيرة وعدهم بإنجاز جسر لإبعاد خطر الوادي عنهم وعن أبنائهم. وللإشارة، فقد أدّى قطع خطّ السكّة الحديدية نتيجة الاحتجاج إلى شلل في حركة سير القطارات بين البليدة والعاصمة، واضطرّ المسافرون للتوجّه إلى محطّات النّقل البرّي للتنقّل.