طالبت 120 منظمة قبطية حول العالم السلطات الأمريكية رسميًّا بوقف عرض الفيلم المسيء للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرةً في بيان مشترك إلى أن المنظمات (تشهد بأنه تم تقديم طلب رسمي في هذا الشأن لوقف عرض فيلم المحاكمة الدولية لمحمد نبي الإسلام). وأضاف بيان هذه المنظمات نشرته (اليوم السابع) أنه (بعد التدخل وصلنا قرارٌ بإلغاء عرض الفيلم الأمريكي الشهير، الذي أعلن عنه القس تيري جونز، وكان المقرر عرضه الثلاثاء)، مشددًا على أن جميع مسيحيي مصر بالداخل والخارج يرفضون هذا الفيلم المسيء للأديان. وحمل البيان توقيع خمسة من قيادات أقباط مصر بالمهجر، هم صفوت حنا من أمريكا، إبراهيم شفيق من أمريكا، سامي عبد المسيح من كندا، شنودة توفيق من فرنسا، ميرنا صديق من أستراليا، وذلك بالإنابة عن 120 منظمة واتحادًا قبطيًّا. ومن جانبه، هاجم الدكتور عوض شفيق رئيس المكتب القانوني لأقباط المهجر ومقره جنيف كلاًّ من عصمت زقلمة وموريس صادق، مؤكدًا أنهما مرفوضان من أقباط المهجر، وما يفعلانه لإحراج أقباط المهجر المعروفين بوطنيتهم وعدم إهانتهم لأي مقدسات منذ خروجهم للنور. ورفض شفيق هذا الفليم الذي اعتبره مسيئًا للمسيحي قبل المسلم، مضيفًا أن هذا الأسلوب يصدر من شخصيات ليس لديها وعي وطني. وأضاف أن هذه الشخصيات كل فترة تقوم بفرقعة إعلامية من أجل البحث عن الشهرة، و(قد تعودنا على ذلك ولكننا لن نرضى ونوافق على آرائهم الخبيثة والتي تضع أقباط المهجر في موضع المسيء). وفي السياق نفسه، قال الدكتور صفوت حنا، أحد أقباط المهجر بالولايات المتحدةالأمريكية: إنه تقدم بطلب للكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض لوقف الفيلم وعدم عرضه بشكل نهائي، والقبض على القس المتطرف تيري جونز، مؤكدًا أن موريس صادق لا يعبر عن أقباط المهجر. وأوضح حنا أن المذكرة المقدمة للبيت الأبيض تؤكد رفض أقباط المهجر عرض الفيلم المذكور لأنه يسيء إلى الإسلام ونبيه الكريم. وقال فريد بخيت، رئيس منظمة كيمي القبطية العالمية لحقوق الإنسان ومقرها العاصمة النمساوية فيينا: إن المسيحية تحترم كل الأديان والمعتقدات وترفض الإساءة لأي أحد أيًّا كان حيث لا يليق بهؤلاء أن يُسيئوا لأي شخص خاصة أن تعاليم الإنجيل واضحة بعدم الإساءة لأحد. وأشار بخيت إلى أن هؤلاء يضرون القضية القبطية من خلال نشر هذه الأفكار الخبيثة والتي تهدف لإحراج أقباط المهجر واتهامهم بالخيانة. في السياق ذاته، استنكر الأزهر الشريف الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام واعتبره ذريعة لفتنة طائفية. وأدانت مؤسسة الأزهر الدعوات الفوضوية ودعوات الإساءة للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وما يسمى (اليوم العالمي لمحاكمة الرسول محمد)، والتي يُعِدُّ لها فئة من ذوي النفوسِ الحاقدة والعقولِ المريضة، التي طالما وقفت من الإسلام والمسلمين موقف الشبهات والأغراض الرديئة، تحت دعوى حرية الرأي والتعبير، على حد قول الأزهر. وأكد من جهته، الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية رفضه وشجبه لما قام به بعض المتطرفين من أقباط المهجر من إعداد فيلم مسيء للرسول، موضحًا أن هذه الإساءة تمس مشاعر ملايين المسلمين في العالم. ورفض مفتي الجمهورية التعلل بحرية الرأي والتعبير لتبرير وتغطية هذه الإساءة، مؤكدًا أن الاعتداء على المقدسات الدينية لا يندرج تحت هذه الحرية، بل هو وجه من وجوه الاعتداء على حقوق الإنسان بالاعتداء على مقدساته. ودعا المفتي أنصار حقوق الإنسان والهيئات الأخلاقية والدينية وأهل الحكمة من العقلاء والمفكرين إلى التصدي لانتهاك المقدسات لأي دين من الأديان، حتى يسود العالمَ المحبةُ والإخاء. وفي السياق ذاته، أدانت وزارة الأوقاف في بيان لها موقف ما سمَّتهم (غلاة أقباط المهجر) على عرض الفيلم المسيء للرسول الكريم، والدعوة لما يسمى اليوم العالمي لمحاكمة الرسول. وأكد الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف أن الإسلام يحترم حرية التعبير ولا يصادر رأيًا، ولكنه في الوقت نفسه يرفض الحرية المنفلتة التي تتجرأ على الثوابت والمعتقدات الدينية، وقال: إن الحرية لا تعني عدم احترام مشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم.