نُظّمت أمس الثلاثاء مشاركة حاشدة للعديد من الأحزاب والقوى السياسية والثورية المصرية، في مظاهرات أمام السفارة الأمريكية، للتنديد بالفيلم المسيء لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، الذى أنتجه عددٌ من أقباط المهجر. وشارك في التظاهرات، ائتلاف صوت الحكمة، وحزب النور، والدعوة السلفية، وحزب الأصالة، والتيار الإسلامي العام، والجبهة الثورية لحماية الثورة، والائتلاف العام لثورة 25 يناير، وتجمع الربيع العربي، ائتلاف (ضابط شرطة ملتحي)، وبعض النشطاء والسياسيين الأقباط، منهم المستشار معروف صبري، وكيل حزب (غد الثورة) وعضو الهيئة العليا وممثل الأقباط بالحزب. وتزامنت الدعوات إلى تلك التظاهرات، مع انتفاضة داخل المؤسسات الدينية المصرية الإسلامية والمسيحية في وجه الدعوة لإنتاج الفيلم سالف الذكر، التي أدانت أقباط المهجر المشاركين في إنتاج الفيلم، بالإضافة إلى استنكار عددٍ من المنظمات والجاليات القبطية بالمهجر، التي بلغ عددُها حوالي 120 منظمة قبطية، تابعة لأقباط المهجر حول العالم لذلك الفيلم، معلنين رفضهم وتبرؤهم من منتجي الفيلم، مؤكدين أنهم لا يعبرون إلا عن أنفسهم. من جانبها استنكرت دار الإفتاء المصرية إقدام أقباط المهجر المتطرفين على إنتاج هذا الفيلم، مؤكدة أن مثل هذه الأفعال لا تعبر عن المسيحيين المصريين، الذين صرَّحوا أكثر من مرة عن احترامهم لجميع الرموز الدينية. وقالت الدار في بيانها: (إن مثل هذه الأفعال التي يقوم بها بعض أقباط المهجر لا طائل من ورائها إلا تأجيج نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد)، وفقًا ل(بوابة الأهرام). من جانبها، أدان الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة قائم مقام البطريرك إنتاج فيلم مسيء للإسلام ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، من قبل بعض أقباط المهجر. وقال باخوميوس في بيان أصدرته البطريركية المرقسية الإثنين (إن الكنيسة علمت أن بعض المصريين في الخارج ودول المهجر يعملون على نشر الفرقة بين أبناء الوطن الواحد بالإساءة إلى الإسلام ونبيه الكريم) مضيفا أن (الكنيسة تعلن رفضَها بوضوح وبشدة وتدين الإساءة إلى الإسلام، وأنها تحترم الإسلام والمسلمين، شركاء الوطن والإنسانية وترفض المساس بمشاعرهم وعقائدهم ورموزهم الدينية). وأكد باخوميوس أن الكنيسة بريئة من أفعال كل من يقدم تلك الأعمال التي تنطوي على ازدراء الأديان وقال (هي جريمة يعاقب عليها القانون وتتعارض مع الخلق المصري الأصيل وتقاليد المسيحية). وكان القس الأمريكي المتطرف تيري جونز وعصمت زقلمة رئيس (الدولة القبطية) المزعومة والمحامي موريس صادق، وهو من أقباط الهجر، قد أعلنوا عن إنتاج فيلم يسيء إلى الإسلام ورسوله الكريم وهو الأمر الذي قوبل باستهجان ورفض شديدين من قيادات الكنيسة المصرية.