ما يزال الجدل يسيطر حول مصير الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في شهر أفريل الماضي بمالي، أين عمّ صمتٌ مطبق خلال هذه الأيّام التي لم يظهر عنها أيّ خبر حول مصيرهم من طرف الحركة من أجل التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، في الوقت الذي التزمت فيه السلطات الجزائرية بعدم الاستجابة لمطالب المختطفين القاضية بالإفراج عن أحد قياديها بعد أن قامت مصالح الأمن باعتقال أحد عناصرها بمدينة غردايةجنوبالجزائر. حسب مصادر مطّلعة فإن السلطات الجزائرية التزمت بعدم دفع الفدية، وهو ما جعل منذ عدّة أشهر وضعية الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين تتأزّم كون أن الجزائر جرّمت دفع الفدية وعدم تفاوضها مع الجماعات الإرهابية، وهو ما جعل بذلك مصير الدبلوماسيين مجهولا في ظلّ إصرار حركة التوحيد والجهاد على ضرورة تلبية مطلبها. وعلى إثر هذا فقد أفادت مصادر مؤكّدة (أخبار اليوم) بأن سكان بلدية مسعد جنوب ولاية الجلفة سينظّمون صبيحة يوم السبت وقفة تضامنية مع عائلات الدبلوماسيين الجزائريين المحتجزين بمالي أمام مفترق الطريق الرئيسي بالمدينة. وحسب ما أفادت به ذات المصادر فإن هذه الوقفة تأتي على خلفية الصّمت المطبق من طرف السلطات المعنية، في الوقت الذي اعتبر فيه ممثّلو فعاليات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات أن هذه الوقفة جاءت تعبيرا عن تعاطف المجتمع الجلفاوي مع الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في مالي وأسرهم. هذا، وقد أعرب سكان المنطقة عن أسفهم للصّمت الذي تنتهجه السلطات حول مستجدّات قضية المختطفين وخاصّة مصير ابن منطقتهم الدبلوماسي تواتي الطاهر حتى يطمئِن الجميع للإجراءات المتّخذة في هذا الاتجاه، وقد طالبوا في ذلك الجهات المعنية بتوفير المعلومات والكشف عن مجريات هذه القضية ومعرفة من خلالها مصير بقّية المختطفين والعمل على تحريرهم. وقد أنشئت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي بعنوان (وقفة تضامنية مع الدبلوماسي تواتي الطاهر)، هذه الأخيرة تعتبر ( حسب ممثّلي المجتمع المدني كوسيلة لإظهار التعاطف الشعبي مع المختطفين وأسرهم ومساحة لتلاقي أبناء الجزائر وتضامنهم مع إخوتهم وتعبيرا عن الاحتجاج اتجاه الصّمت غير المبرّر والتجاهل الذي لا يمكن أن يجد له معنى سكان المنطقة من خلال عدم ظهور أيّ بثّ مصوّر جديد للقنصل الجزائري ومعاونيه المحرّرين، كما لم توضّح أيّ معلومات حول مكان وجود الدبلوماسيين الجزائريين بعد تحريرهم، مع العلم أن نائب القنصل الجزائري الطاهر تواتي ابن الجلفة ظهر في شريط فيديو ناشد فيه السلطات الجزائرية إنقاذ حياته متحدّثا باللّغة العربية لمدّة لا تفوق دقيقة واحدة. هذا، وقد أكّد ممثّلو المجتمع المدني في مدينة مسعد تضامنهم المطلق مع جميع الدبلوماسيين المختطفين في مالي وذويهم، مشيرين في السياق ذاته إلى أنهم سيظلّون متابعين لأداء السلطات إزاء هذه القضية وعيا منهم بالمسؤولية في مسألة تهمُّ كلّ الجزائريين الغيورين على وطنهم ومواطنيه. وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم القاعدة المغاربي الذي يرأسه الإرهابي (أبو مصعب عبد الودود) طلب فدية مقدارها 15 مليون أورو للإفراج عن قنصل الجزائر وستّة من مساعديه بعدما خطفتهم في الخامس من أفريل الماضي، في مدينة غاو شمال شرق مالي من جهة أخرى، وكما هو معلوم فإن الجزائر من أشدّ الدول دفاعا عن تجريم دفع الفدية للإرهابيين، كما رفضت الجزائر أن تكون طرفا مفاوضا.