دعا فضيلة الدكتورسلمان بن فهد العودة، الأمين العام لمنظمة النصرة العالمية، إلى حملة موسعة تستهدف الضغط لحذف المادة المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم من على موقع ال(يوتيوب)، باعتباره الوسيلة التي سوقت هذه المادة البذيئة والبعيدة تماماً عن مفهوم الثقافة والأخلاق وأحدثت هذه العلاقة المتوترة بين العالم الإسلامي وغيره من الدول. وشدد خلال مداخلة هاتفية بقناة الجزيرة مساء الخميس على ضرورة التعبير الرشيد والتظاهر السلمي ضد الفيلم المسيء، مؤكدا حرمة نشر وتوزيع رابط الفيلم حتى لا يساهم المسلمون في الترويج والتشويق له. وقال: (يُحرم توزيع هذا الرابط ولا يجوز للمسلم أن يقوم بتوزيعه، والمشاركة في حملة التشويق للفيلم، لأنها خدمة لصناع هذا العمل والذين أرادوا انتشاره على أكبر عدد من الناس). وأشار إلى أن هذا الفيلم يشترك مع فيلم (فتنة) الذي أنتجه أحد الهولنديين، والرسوم الكاريكاتورية في الدانمارك، من حيث افتقارها إلى القيمة الفنية والثقافية واحتوائها فقط على قدر كبير جدا من الاستفزاز، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذا لا يسوّغ السكوت عليهم، ولو لم تحدث ردة فعل لكان لنا أن نتساءل (أين المسلمون؟). وأضاف (من الطبيعي تحرَك مشاعر المسلمين في مثل هذه الظروف)، إلا أنه شدد على ضرورة التحرك السلمي والتعبير الرشيد، حتى نستطيع إيصال صوت النبي صلى الله عليه وسلم في هذه التظاهرات وليس أصواتنا التي قد تكون مندفعة أكثر من اللازم. وأكد د. العودة على ضرورة التمسك بالهدي النبوي الذي المتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)، والذي ينهى أيضاً عن قتل الرسل والسفراء، مشدداً على ضرورة القدرة على إحكام وإلجام النفس عند الغضب مع التعبير الرشيد عن الموقف. وقال: (السفراء لهم ذِمة ولهم عهد وله أمان، وعلى الأمة المحافظة على العهد وعلى الميثاق النبوي). يشار إلى أن موقع (يوتيوب) على الإنترنت قد حجب الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم في مصر وليبيا والذي تسبب في إشعال احتجاجات غاضبة في العديد من العواصم الإسلامية والعربية. وجاء في بيان للموقع، الذي يديره غوغل (نظرًا للوضع الصعب جدًا في ليبيا ومصر قيدنا مؤقتًا الدخول إلى فيلم (براءة المسلمين) في هذين البلدين. فيما قامت أفغانستان بحجب موقع يوتيوب على الإنترنت الأربعاء الماضي لمنع الأفغان من مشاهدة الفيلم الأمريكي المسيء. وكان الدكتور العودة قد دعا في وقت سابق، إلى ضرورة استصدار قانون دولي يجرم الإساءة للأنبياء والأديان. وقال: (إنّ الحاجة باتت ملحة لأن تتعاون الحكومات والمنظمات والهيئات الإسلامية في استصدار قانون دولي يجرم الإساءة للأنبياء والأديان، حتى يتوقف هذا العبث بدعوى حرية التعبير، معرباً عن أسفه في أن ينجح بضعة ملايين من اليهود في استصدار قانون معاداة السامية بينما ما يزيد عن مليار مسلم منشغلون بخلافاتهم التي لن تنتهي.