وجّهت حركة مجتمع السلم أوّل أمس الخميس نداءها إلى كافّة الدول العربية والإسلامية لتكثيف الجهود من أجل استصدار قوانين دولية تجرّم المساس بالأديان، معربة عن أملها في أن تكون الجزائر السبّاقة في تحقيق هذا المسعى، وذلك عقب عرض الفيلم الأمريكي الإسرائيلي (براءة المسلمين)، والذي أثار موجة من الغضب والاحتجاجات في عدد من الدول العربية. ومن جهتها، استنكرت الخارجية الجزائرية عرض الفيلم، معتبرة ذلك تصرّفا غير مسؤول واستفزازا للمسلمين هدفه تأجيج الحقد وزرع التوترات. دعت حركة مجتمع السلم في بيان لها نشر أوّل أمس الخميس الدول العربية والإسلامية إلى العمل وتكثيف الجهود من أجل سنّ قوانين دولية تجرّم المساس بالأديان وذلك على خلفية عرض الولايات المتّحدة الأمريكية للفيلم الأمريكي الإسرائيلي (براءة المسلمين) المسيء إلى الرسول الكريم (صلّى اللّه عليه وسلّم)، والذي أثار مؤخّرا موجة غضب واحتجاجات شعبية واسعة في عدد من الدول العربية. وأضافت الحركة في بيانها الذي حمل توقيع رئيسها أبو جرّة سلطاني، أن حمس (تدعو كلّ الدول العربية والإسلامية إلى توحيد الموقف وتكاثف الجهود لاستصدار قوانين واتفاقيات في المؤسسات الدولية للدفاع عن المعتقدات والكفّ عن المسّ بالدين الإسلامي والأديان عموما)، معربة عن أملها في أن تكون الجزائر السبّاقة والمبادرة في استصدار مثل هذه القوانين. من جهة أخرى، أدانت حركة مجتمع السلم عرض الفيلم المسيء إلى خير خلق اللّه عليه أزكى الصلوات وأفضل التسليم، معتبرة ذلك (تطاولا على معتقدات المسلمين ونبيّهم عليه الصلاة والسلام). ودعت حمس في ذات السياق الأمّة العربية والإسلامية جمعاء إلى التعبير عن رفضها واستنكارها لهذه التجاوزات بطرق سلمية وبمساهمات فنّية وإبداعية تعبّر عن حبّ النبي، مطالبة الولايات المتّحدة الأمريكية بضرورة وقف عرض الفيلم ومحاكمة جميع الأطراف الواقفة وراء هذا العمل الدنيء، والذي (لا يعبّر عن أيّ ذوق فنّي أو إبداع). وأوضحت الحركة أن مثل هذه الأعمال من شأنها أن (تضرب في العمق ما بذلته الجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا وسائر الدول الغربية من جهود للتعايش والتقارب والتعريف بالبعد الإنساني والسلمي للدين الإسلامي، كما من شأنها (أن تساهم في تغذية التطرّف إذا تمّ السكوت عنها). من جانبها، عبّرت الخارجية الجزائرية على لسان المتحدّث الرّسمي باسمها عمار بلاني في تصريح له عن استيائها من عرض الفيلم المسيء إلى شخص النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، حيث أكّد أن (الجزائر تعرب عن أسفها الشديد للا مسؤولية أصحاب فيلم (براءة المسلمين)، مضيفا أن الجزائر و(انطلاقا من تمسّكها العميق بالوئام بين مختلف العقائد واحترام جميع الديانات تعرب عن أسفها الشديد للا مسؤولية أصحاب فيلم براءة المسلمين الذي يسيء إلى الإسلام ورسوله صلّى اللّه عليه وسلم). وصرّح المتحدّث باسم الخارجية الجزائرية في ذات السياق بأن (المساس بالرّموز الدينية المقدّسة أيّا كانت لا يمكنه إلاّ إثارة الشجب والاستياء، إذ أن هذه الاستفزازات تهدف إلى تأجيج الحقد والتوترات وإعاقة الجهود المبذولة على المستوى الدولي في إطار حوار الحضارات والديانات). هذا، وقد وجّه مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية برقية تعزية إلى نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون إثر الاعتداء الذي استهدف القنصلية الأمريكية في ليبيا وأدّى إلى وفاة السفير الأمريكي رفقة ثلاثة موظّفين، حسب تصريح عمار بلاني. للإشارة، فإن عرض الفيلم الأمريكي الإسرائيلي (براءة المسلمين) في الولايات المتّحدة الأمريكية أثار موجة عارمة من الاحتجاجات في عدّة دول عربية، حيث شهدت الكثير من العواصم العربية مسيرات احتجاجية حاشدة تحت شعار (نصرة النبي عليه الصلاة والسلام)، كما أدّى الفيلم إلى استهداف القنصلية الأمريكية بمدينة بنغازي الليبية، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص من بينهم السفير الأمريكي جون كريستوفر ستيفنس.