أكّد الجيش السوري الحرّ استعادة السيطرة الكاملة على حي صلاح الدين في حلب شمال البلاد، وذلك في وقت استمرّت فيه وتيرة العنف المتصاعدة في أنحاء متفرّقة بالتزامن مع تواجد المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي بالعاصمة دمشق. إذ أكّد أبو عمر الحلبي القيادي في الجيش الحرّ لوكالة الأنباء الألمانية أمس الأحد أن المقاتلين استعادوا السيطرة الكاملة على حي صلاح الدين بعد معارك ضارية خلال اللّيل. وفي حلب أيضا تعرّضت أحياء الزبدية والإذاعة والميسر ومساكن هنانو والفردوس وقاضي عسكر وحي الصاخور لقصف عنيف من قِبل القوات النّظامية، كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النّظامية ومقاتلي المعارضة في حي العرقوب. ومن جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أربعة قتلى سقطوا جرّاء القصف الذي تعرّض له حي الحجر الأسود بدمشق في محاولة من قِبل القوات النّظامية لاقتحام الحي. كما قتل أربعة إثر انفجار استهدف حافلة تقلّهم على طريق بلدة خربة غزالة بريف درعا. في غضون ذلك، يواصل الإبراهيمي زيارته لدمشق التي حذّر فيها من أن الصراع في سورية يشكّل خطرا عالميا. وقال الإبراهيمي إنه لا يمتلك خطّة محدّدة لإنهاء الصراع في الوقت الحالي، لكنه أوضح أنه سيتمّ إعداد خطّة بعد الاستماع إلى جميع الأطراف داخليا وإقليميا ودوليا. ووفقا للمرصد، فقد قتل أكثر من 180 سوري السبت، بينهم 133 مدني. ومن جهة أخرى، قالت مجلّة (دير شبيغل) الألمانية التي ستصدر اليوم الاثنين إن سوريا قامت بتجريب قنابل غاز سام أوت الماضي. وذكرت المجلّة استنادا إلى شهود لم تذكر أسماؤهم أن من خمس إلى ستّ قنابل تمّ إطلاقها من دبابات وطائرات في الصحراء بالقرب من مدينة السفيرة شرقي حلب. ويذكر أنه بالقرب من الموقع الذي تمّ تجريب القنابل فيه يقع مركز لأبحاث الأسلحة الكيماوية. وعلى الرغم من أن سوريا اعترفت بامتلاكها لغازات سامّة إلاّ أنها أعلنت عدم اعتزامها استخدام هذه الأسلحة. كانت تقارير صدرت في جويلية الماضي أشارت إلى أن سوريا نقلت أجزاء من أسلحتها الكيماوية إلى نقطة عسكرية لتوفير حماية أفضل لها تحسّبا لمهاجمتها من قِبل قوات المعارضة. وأفادت معلومات مجلّة (دير شبيغل) بأن ضبّاطا إيرانيين كانوا حضروا تجريب قنابل الغاز السام. ووفقا لمعلومات أجهزة استخبارات غربية فإنه يتمّ اختبار وإنتاج غازات السارين والتابون والخردل في مركز الأبحاث المشار إليه. وكانت السلطات السورية عزّزت الحراسات خلال الأشهر الماضية حول مستودعات الأسلحة الكيماوية، كما زوّدتها بمولّدات ووقود لتأمين تبريد هذه المستودعات في حال تعرّضها لهجوم من قوات المعارضة.