يعاني الكثير من مواطني منطقة قرية واد الحديد الشرقية الواقعة على بعد 08 كلم من عاصمة ولاية الجلفة من عدة مشاكل عكرت صفو حياتهم، وهو ما جعلهم يشعرون بالإقصاء والتهميش لا سيما منهم فئة الشباب الذي بات العديد منهم يعانون من أزمة البطالة الخانقة. هذا وقد عبر قاطنوها عن استيائهم وتذمرهم الشديدين جراء الأوضاع المزرية الصعبة التي يتخبطون فيها بسبب انعدام المرافق الضرورية، حيث ندّدوا بسياسة التهميش و الإقصاء التي يفرضها المسؤولون المحليون، إذ جددوا مناشدتهم والي الولاية من أجل إخراجهم من العزلة والحرمان التي أصبحت أبرز السمات الملازمة ليوميات سكانها، فأكبر هاجس يؤرق حياة هؤلاء السكان البالغ عددهم 180 نسمة هو انعدام قنوات الصرف الصحي كليا عن هاته القرية، مما جعلهم يقومون بتمرير قنواتهم مباشرة إلى الواد القريب من سكناتهم أين أصبحت الروائح الكريهة التي تنبعث منه مصدر التلوث البيئي، ويكمن قلقهم في احتمال تفشي الأمراض الناجمة عن تسرب المياه الملوثة، ما جعل حياتهم تتحول إلى جحيم، وقد ظل هذا المشكل مطروحا ولم يعرف فيه حل على الرغم من النداءات، إلا أنّ مواطنيها تساءلوا عن تماطل المسؤولين المحليين في توصيل قريتهم بشبكة الصرف الصحي، وهذا رغم الوعود الكثيرة التي تلقونها بخصوص حل هذا المشكل نهائيا، إلا أنّ انتظارهم طال وتفاقمت معاناتهم يوما بعد يوم، هذا الوضع جعلهم يعيشون كذلك في ظروف جد صعبة أثقلت كاهلهم اليومي، فهذه القرية ظلّت ولسنوات بعيدة عن اهتمام السلطات المعنية، فالإهمال والتهميش والإقصاء كما أشار إليه محدثونا عوامل اشتركت في صنع الحياة اليومية لهم، وما زاد من حرمان القرية وعزلتها أيضا هو اهتراء الطريق وانعدام الجسر المؤدي إلى قريتهم، ما جعلهم يعيشون في عزلة شبه تامة بسبب النقص الكبير في وسائل النقل وانعدام النقل المدرسي الذي يجبر تلاميذ كل الأطوار (الابتدائي _ المتوسط - الثانوي) على قطع مسافة 08 كلم سيرًا على الأقدام حتى يصلون إلى مقر البلدية أين تتواجد مؤسساتهم التعليمية، فيما ينقطعون عن الدراسة أيام تساقط الأمطار بغزارة بسبب انعدام الجسر الذي يربط قريتهم بمقر البلدية ويعبر الوادي الذي يفصلهم عنها، ويشير أحد قاطني القرية أنّ معاناة السكان تتضاعف في حال أصيب أحدهم بمرض، حيث يجدون صعوبة كبيرة في نقله إلى المؤسسات الاستشفائية ببلدية الجلفة كون القرية لا تتوفر على قاعة علاج، فغياب وسائل النقل يزيد من تدهور الحالة الصّحية للمريض ويهدّد حياته، ضف إلى ذلك افتقار القرية إلى مسجد وكذا المرافق الشبانية والترفيهية كملعب وقاعة ألعاب التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة، والقضاء على الروتين القاتل الذي يعيشه الشباب في ظل استفحال البطالة، ولم يبق أمام هؤلاء السكان سوى مناشدة الوالي باعتباره المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية للتدخل من أجل تخليصهم من هذه المعاناة والنظر إلى ظروفهم التي وصفوها بالمزرية والصعبة، وهذا على حد تعبيرهم بإيجاد حلول لهذه المشاكل التي باتت تعرقل وتصعب حياتهم اليومية.