غالباً ما تنتشر في معظم المقاطعات الشعبية خلال رمضان طاولات الشواء التي تحاذي صينيات الشاي وقلب اللوز في تلك الخيم الرمضانية بالأحياء الشعبية التي يتمُّ نصبها من طرف الشبان لإضفاء نكهة خاصة على السهرات الرمضانية، إلا أن الكثير من السكان بتلك المناطق اشتكوا مرارا وتكرارا من طاولات الشواء التي ينبعث منها دخان يسد الأنفس بعد أن يعتمد هؤلاء الباعة على البنزين والفحم لكي يعدوا شواء على الجمر من اجل جلب الزبائن ضاربين عرض الحائط الإزعاج الذي يلحقونه بالسكان بفعل الرائحة العكرة لذلك الدخان الذي يسد الأنفس ويسبب الاختناقات خاصة لمرضى الحساسية والربو. وقد دأب معظم الشبان على نصب طاولات وخيم في رمضان لتخصيصها لبيع مستلزمات السهرة من شاي وقلب اللوز وعصائر على رأسها الشربات دون أن ننسى الشواء الذي يعتبره هؤلاء سيد السهرة الرمضانية فيبيعون النقانق والكبد واللحم بعد أن يقوموا بشيها على الجمر، ويعرضونها على الزبائن، وهم في نفس الوقت يدخلون المنطقة التي ينشطون بها في أكوام من الدخان تصعد بفعل الرياح إلى شرفات السكان، ذلك ما يتسبب في إزعاجهم في كامل ليالي رمضان لاسيما وان المواد المعتمدة في إشعال الجمر هي عادة ما تكون مضرة بالصحة فغالبا ما يتم الاعتماد على البنزين لإشعالها مما يتسبب في تصاعد ذلك الدخان الكثيف الذي تنبعث منه رائحة كثيفة تسد النفوس وتتسبب في اختناقات لاسيما للمصابين بأمراض الربو والحساسية الذين لا يتأقلمون البتة مع ذلك الوضع ويؤثر بالسلب على صحتهم. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين لرصد أرائهم فقالت السيدة زهرة أن الشيء الذي يزعجها خلال رمضان هي تلك الطاولات التي تعرض خدماتها على الزبائن بطريقة عشوائية وبدون ترخيص، مما قد يفرز بعض السلبيات لاسيما التسممات، وقالت أنها تبتعد وتبعد أبناءها عن التردد على تلك الطاولات التي لا تضمن نظافة المواد التي تعرضها للبيع، لاسيما وأنها متعلقة بالأكل ناهيك عن السلبيات الأخرى المنجرة عنها على مستوى الأحياء الشعبية بحيث تدخلها في تلك الرائحة التي يغلب عليها البنزين مما يسبب اختناقات وإزعاجات للسكان بعد تسرب ذلك الدخان عبر الشرفات، والأكثر تضرراً هم من يقطنون بالطوابق السفلية بالنظر إلى سهولة تسرب ذلك الدخان إلى بيوتهم بفعل الرياح، وأضافت أن تلك الطاولات سلبياتها أكثر من منافعها ووجب الابتعاد عنها خاصة في رمضان الذي يكون فيه الصائم أكثر حساسية من حيث استهلاكه. أما عزيز فقال انه بالإضافة إلى تعكير الجو بذلك الدخان، سلبيات تلك الطاولات لا تعد ولا تحصى وقال انه في رمضان الماضي اقبل على إحداها في السهرة للتزود ببعض من النقانق "مرقاز" المعدة على الجمر إلا أن تلك النكهة سرعان من انقلبت إلى آلام فظيعة مزقت بطنه قبيل الفجر مما أجبره على المسارعة إلى مصلحة الاستعجالات ليتزود بحقنة كانت له البلسم الشافي من تلك الآلام واخبره الطبيب أنها تعود إلى تناوله وجبة غير ملائمة وبالفعل كانت بسبب ذلك المرقاز الذي كان موضوعاً على الطاولة بدل الثلاجة في ظروف غير صحية قبل شيِّه، ومند ذلك الحين حفظ الدرس وحرم الأكل خارج بيته.