يجد التلاميذ الجدد في الطور الثانوي في منطقة الشريعة صعوبة كبيرة في التنقل إلى ثانويتهم التي تقع في منطقة الحساينية، فبعد أن كانوا يتوقعون تسجيلهم بثانوية بوينان، تفاجأ أولياؤهم بأن أبناءهم وجهوا إلى ثانوية الحساينية التي تبعد مسافة كبيرة عن بيوتهم بالشريعة، وهذا الأمر ليس مقتصرا على سكان الشريعة بل يشمل أيضا بعض سكان بوينان والشبلي والصومعة، فبعد الاكتظاظ الشديد الذي شهدته ثانوية بوينان بالبليدة كان من الضروري توزيع بقية تلاميذ السنة الأولى على ثانوية الحساينية رغم بعدها عن مكان إقامتهم.. وهذا ما سبب الكثير من المصاعب لدى هؤلاء التلاميذ بالنظر إلى بعد المسافة التي يقطعونها يوميا من أجل الوصول إلى مقر ثانويتهم بالحساينية، إذ أن منهم من يضطر إلى استعمال حافلتين من النقل الخاص حتى يصل إلى هذه المؤسسة التعليمية، والمشكل الأكبر لدى هؤلاء التلاميذ هو أن الوقت لا يكفيهم للخروج على منتصف النهار والذهاب إلى منازلهم ومن ثمة الرجوع مرة أخرى إلى مؤسستهم على الساعة الواحدة، وبالتالي فإنهم يجبرون على البقاء أمام باب المؤسسة إلى غاية موعد الدروس المسائية، تحت حرارة مرتفعة ومعرضين لكل ما يحمله الشارع من أخطار، كما أن البعض منهم لا يتناول الغداء حتى يعود إلى منزله في المساء وهذا بسبب ضعف الدخل المادي للبعض من أولياء التلاميذ.. وعلى هذا فإن أولياء تلاميذ ثانوية الحساينية بالبليدة يطالبون مديرية التربية بالتدخل العاجل من أجل مساعدة أبنائهم الذين يتابعون دروسهم في ظروف سيئة للغاية خاصة من ناحية عملية التنقل، فتوفير حافلة نقل مدرسي ولو واحدة كفيل بالتخفيف من المعاناة المتواصلة لهؤلاء التلاميذ، مع ضرورة فتح مطعم بالثانوية.. وللإشارة فإن مشكل الاكتظاظ يمس هذه الثانوية على غرار بقية الثانويات بالبليدة، فمن 40 إلى 60 تلميذا بالقسم الواحد للأولى ثانوي، إلى غاية إيجاد حلول عاجلة على أرض الواقع كما وعدت وزارة التربية الوطنية خلال بداية الموسم الدراسي والذي تميز هذا العام بالاكتظاظ في أقسام السنة الأولى في ظل تأخر افتتاح ثانويات جديدة للتخفيف من هذه الأزمة..