رفض أولياء تلاميذ الثانوية الجديدة الواقعة وسط مدينة بئر توتة جنوب العاصمة، تحويل أبنائهم إلى ثانويات أخرى بالبلديات المجاورة على غرار الخرايسية وتسالة المرجة، بسبب الاكتظاظ الذي تشهده الثانوية الجديدة، مهددين بمنع أبنائهم من مزاولة دراستهم في حالة لم تتراجع الإدارة عن هذا القرار. وأكد أولياء تلاميذ الثانوية في حديثهم ل''المساء'' أنهم يرفضون تحويل أبنائهم إلى ثانويات بعيدة عن مساكنهم رغم تعهد السلطات المعنية بتوفير وسائل نقل، معتبرين ذلك غير منصف باعتبارهم السكان الأصليين للمنطقة، ولهم الحق في التمدرس بالثانوية، محملين مسؤولية الاكتظاظ الذي تشهده هذه الأخيرة للسلطات الولائية التي قامت بترحيل أزيد من 400 عائلة إلى بلدية بئر توتة دون أن تقوم بالدراسة الكاملة وتوفير المرافق الضرورية لهؤلاء السكان الجدد. وأضاف محدثونا أن الاكتظاظ الذي تشهده هذه الثانوية له أثر سلبي على التحصيل الدراسي لأبنائهم، خاصة وأن عدد التلاميذ أصبح يفوق 2000 موزعين على 59 فوجا، في حين أن العدد يجب أن لا يتجاوز في المؤسسات التربوية حدود 900 تلميذ، الأمر الذي أثار تخوفهم على مستقبل أبنائهم، خاصة طلبة النهائي. وفي هذا السياق، أوضح ممثلو أولياء التلاميذ أن إدارة المؤسسة سبق أن قامت بتوزيع بطاقات رغبات على التلاميذ، تحتوي على اختيار الالتحاق بثانويات السحاولة، الخرايسية، بئر الخادم، الدويرة وتسالة المرجة، من أجل التخفيف من حدة الضغط بالثانوية، الأمر الذي اعتبره أولياء التلاميذ ''تهربا '' من المسؤولية، في حين أنه كان يجب التكفل بتلاميذ الأسر المرحلة ونقلهم إلى هذه المؤسسات، وليس أبناؤهم الذين يقطنون بالبلدية منذ سنوات عديدة، وكانت الثانوية تضم سابقا تلاميذ كل من بلدية الخرايسية وأولاد شبل وتسالة المرجة، بالإضافة إلى أبناء بلدية بئر توتة، حيث كان مشكل الاكتظاظ مطروحا آنذاك وإلى غاية ترحيل أكثر من 400 عائلة، مما عقد الأمور أكثر في أغلبية المؤسسات التربوية. وأكد لنا بعض أساتذة الثانوية الجديدة ببئر توتة أنهم منحوا مهلة نهاية الشهر الجاري لمديرية التربية من أجل إيجاد حل لمشكل الاكتظاظ الذي تعرفه المؤسسة التربوية، وقاموا بتعليق الإضراب منذ حوالي أسبوعين، مهددين بامتناعهم عن التدريس في حالة لم تمنحهم الجهات الوصية ملحقة للثانوية للتخفيف من حدة الظاهرة، بعد أن رفض أولياء التلاميذ نقل أبنائهم إلى المؤسسات الأخرى بالبلديات المجاورة، ما يؤكد أن مشكل الاكتظاظ مازال مطروحا. من جهته، لم ينف رئيس بلدية بئر توتة السيد رابح جرود، في اتصال هاتفي مع''المساء'' مشكل الاكتظاظ الذي تشهده الثانوية، إلا أن الحل الوحيد -حسبه - هو فتح الثانوية الجديدة التي تم الانتهاء من تشييدها ببلدية الخرايسية، والتي من شأنها التخفيف من الضغط الذي تعرفه الأولى ببئر توتة، وأضاف المسؤول أن مصالحه بانتظار المصادقة على مشروع إنجاز ثانوية جديدة بالمنطقة والتي ستنطلق أشغال إنجازها قريبا، ويبقى حل الوضع بيد مديرية التربية والمصالح الولائية.