السؤال: بعض الأهل يدعونني للإفطار أو السحور معهم وأرفض ذلك فهل عليّ إثم؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: إن شهر رمضان موسم عظيم من مواسم الخير وهذا الموسم له جوانب متعددة فمن أتيحت له الفرصة في الاستفادة بجانب من هذه الجوانب فلا ينبغي أن يضيعها. ومن هذه الجوانب صلة الرحم وهي وإن كانت واجبة في كل زمان إلا أن هذا الشهر تكون الصلة فيه أكثر أجراً كأي عمل من أعمال الخير. كما أن ظروف العمل وإن كانت قد حالت دون هذا التواصل في أكثر الأوقات إلا أنها في هذا الشهر المبارك تقل هذه الحوائل بسبب ضرورة تجمع الأهل على مائدة الإفطار وهذه من فضائل هذا الشهر ومن محاسنه العظيمة كما أنها فرصة لجبر القطيعة التي قد تستمر على مدار العام بين الأقارب بسبب انشغال الجميع لك بشئونه الخاصة مع وقع الحياة السريع الذي يشد أعصاب الجميع. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الإسلام يدعو إلى الألفة بين الناس بصفة عامة وبين الأقارب بصفة خاصة ومن دواعي هذه الألفة الاستجابة للدعوة التي توجه إلي المسلم من أخيه المسلم. فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من دعي فليجب" وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الأمر هنا للوجوب أي من دعي ولم يجب الدعوة فهو آثم. وذهب البعض الآخر إلى أنها مندوبة أي أنه يستحب تلبية الدعوة إلى الوليمة ويكره ترك الوليمة إلا لعذر شرعي. ومن الأعذار الشرعية التي تبيح التخلف عن تلبية الدعوة أن يكون ما يقدم من الأطعمة مكتسباً من مصادر محرمة، فإن كان مكتسباً في جملته من حلال والقليل منه حرام، فإنه يعتبر فيه شبهة والشبهة لا تكون سبباً للامتناع عن تلبية الدعوة. أو يوضع على مائدة الإفطار خمر أو يوجد اختلاط بين الرجال والنساء الذين هم ليسوا من المحارم أو تكون الأواني المستعملة في الطعام والشراب من الذهب أو الفضة لما هو معلوم من تحريم استعمال هذه الأواني بالنسبة للمسلم. لذلك أقول لصاحب هذا السؤال قد عرفت أن جمهور العلماء لا يرون الحرمة في إجابة هذه الدعوة وإنما يرون فيها الكراهة لكن مع ذلك فإن إجابة الدعوة مآثر إيجابية عديدة.