يعتبر بيتر تشيك أحد أفضل حرّاس المرمى في العالم حاليا، خاصّة وأنه أحرز جميع الألقاب الممكنة مع تشيلسي منذ انضمامه إلى النّادي اللندني عام 2004، وآخرها دوري أبطال أوروبا التي كان الفريق يلهث وراءها منذ فترة طويلة. سمح الفوز في هذه البطولة القارّية المرموقة لنادي تشيلسي بالتحليق عاليا، وقد بدأ الموسم الحالي بطريقة جيّدة، حيث يهدف إلى استعادة اللّقب في إنجلترا والدفاع عن لقبه الأوروبي بنجاح. كما يعتبر تشيك ورقة رابحة في صفوف منتخب بلاده، ويأمل الحارس التشيكي أن يبني فريقه على العروض الجيّدة التي قدّمها في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة لكي يخوض الاستحقاقات الدولية التي تنتظر بلاده وأهمّها التصفيات المؤهّلة إلى البرازيل 2014. وقد أجرى موقع (الفيفا) مقابلة خاصّة مع بيتر تشيك تحدّث فيها عن التحدّيات المثيرة التي تنتظره هذا العام. * كيف تصف بداية الموسم بالنّسبة إلى تشيلسي؟ -- أعتقد أن الأمور تسير بشكل جيّد، من المهمّ جدّا أن تستهلّ الموسم بحصد النقاط، خصوصا وأننا خضنا العديد من المباريات من دون أن يدخل مرمانا أيّ هدف. هذا يؤكّد صلابة خطّ الدفاع، وبالتالي أنا راض جدّا بصفتي حارسا للمرمى. الأمر المؤسف الوحيد كان كأس السوبر الأوروبية التي خسرناها أمام أتلتيكو مدريد في موناكو، حيث لم نقدّم مباراة جيّدة. نحن نملك فريقا مؤهّلاً لحصد الألقاب، لكننا لم نتمكّن من ذلك في مواجهة أتلتيكو مدريد الذي استحق الفوز. * في ما يتعلّق بالساحة الأوروبية، كيف تنظر إلى بداية الفريق في دوري أبطال أوروبا؟ -- أشعر بالخيبة لأننا بدأنا مشوار الدفاع عن لقبنا بالتعادل على أرضنا مع جوفنتوس، خصوصا وأننا تقدّمنا (2-0). كان يتعيّن علينا أن نسيطر على مجريات الأمور بشكل أفضل في الشوط الثاني لكي نخرج فائزين، لكن على العموم رأينا أشياء جيّدة، يجب أن نواصل على هذا النّهج ونحصد أكبر عدد من النقاط لننهي الدور الأوّل في صدارة المجموعة، ثمّ التعامل بشكل جيّد مع الأدوار المقبلة. * ما هي نقاط القوة في الفريق برأيك الشخصي؟ -- لدينا فريقا مختلفا مع تعاقدات جديدة وكثيرة ولاعبين يملكون فنّيات عالية على حساب اللّياقة البدنية، وبالتالي فقد تطوّر مستوانا ونحاول أن نخلق حيوية أكبر في النّواحي الهجومية بفضل المواهب التي نملكها في هذا الخطّ. في الوقت الحالي قدوم إيدين هازارد خدمنا كثيرا، لقد وجد بسرعة التفاهم مع زملائه الذين يلعبون من حوله أمثال خوان ماتا أو أوسكار، والأمر ممتع عندما ترى لاعبا جديدا يخوض بطولة جديدة وينجح في التأقلم بسرعة. * رأينا أن أوسكار أيضا ضرب بقوة من خلال ثنائيته في مرمى جوفنتوس، هل فاجأك هذا الثنائي؟ -- يملك أوسكار وهازارد طموحات كبيرة وقد عاشا تجارب هامّة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار صغر سنّهما. وعلى العموم يتأقلم اللاّعب بسرعة أكبر عندما يكون شابّا، هما يدخلان إلى أرض الملعب لكي يستمتعا ويمتّعا من حولهما، وقد واصل إيدين القيام بما كان يقوم به في فرنسا في السنوات الأخيرة أمّا أوسكار فانا سعيد جدّا من أجله لأنه لم يكن سهلا بالنّسبة إليه الانتقال من الدوري البرازيلي إلى الإنجليزي المختلف كلّيا، وبتسجيله الثنائية أثبت أنه يستحقّ مركزه هنا وسيعطيه هذا الأمر ثقة كبيرة بالنّفس للمستقبل. * كما يصبّ هذا الأمر في مصلحة تشيلسي أيضا كون اللاّعبين يتأقلمون بسرعة في صفوفه... -- نعم، هذا صحيح، لكن تشيلسي يضمّ تشكيلة متماسكة منذ فترة، ويشعر القادمون الجدد بأنهم جزء من هذه التشكيلة. الجميع يدرك جيّدا أن مصلحة الفريق أهمّ من المصلحة الشخصية، والقادمون الجدد يحظون باستقبال جيّد دائما. أنا هنا منذ أكثر من ثماني سنوات ولم أشاهد أيّ لاعب اعتبر أن الحياة صعبة في صفوف تشيلسي ولم ينجح في التأقلم بسبب ذلك، العكس تماما هو الذي حصل. * أثبتت الفرق الكبيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز أنها على الموعد، هل تعتبر الموسم الحالي مفتوحا على مصراعيه؟ -- أعتقد أن التنافس سيكون قويا جدّا هذا الموسم، وبالتالي سيكون الأمر مثيرا بالنّسبة لأنصار اللّعبة. لقد عزّزت الكثير من الأندية صفوفها، بدأ مانشستر يونايتد الموسم جيّدا وسيكون في خضّم المنافسة على اللّقب شأنه في ذلك شأن مانشستر سيتي الذي يريد الدفاع عنه، بالإضافة إلى تشيلسي الساعي إلى استعادة القمّة محلّيا. هناك أيضا آرسنال الذي يقدّم عروضا جيّدة ويسجّل أهدافا ويظهر صلابة دفاعية، فإذا استمرّ بهذه الطريقة سيكون فريقا خطيرا جدّا، كما نجد أيضا فرقا أخرى تطمح إلى احتلال مركز مؤهّل إلى المسابقات الأوروبية. وبرأيي الشخصي سيكون الأمر مثيرا أكثر من الموسم الماضي، حيث لم نعرف هوية الفائز باللّقب ومن سيهبط إلى الدرجة الأولى أيضا إلاّ في اللّحظات الأخيرة. * هل ساهم إحراز لقب دوري أبطال أوروبا في تعزيز القوة الذهنية في تشيلسي؟ -- لقد شعرنا بمتعة كبيرة وقد منحنا الفوز الكثير من الاطمئنان لأن النّادي كان يسعى إلى إحراز هذا اللّقب منذ فترة طويلة. نجحنا أخيرا في رفع هذه الكأس الرّائعة، أمّا الآن فطموحنا هو الدفاع عن لقبنا. بعد أن عشنا أوقاتا مميّزة لا نملك سوى رغبة واحدة نأمل أن نعيشها مجدّدا. * كنت أحد أبطال المباراة النّهائية التي فزتم بها على بايرن ميونيخ وتحديدا بعد تصدّيك لركلة جزاء لآريين روبن في الوقت الإضافي، هل كانت هذه اللّحظة الأهمّ في مسيرتك من النّاحية الشخصية؟ -- بكلّ تأكيد، إنها لحظة سيتذكّرها العالم بأسره وأنا أوّلهم، كانت نقطة تحوّل حاسمة في المباراة النّهائية لأنه لو نجح بايرن ميونيخ في التسجيل في تلك اللّحظة لكان أحرز اللّقب. عملية التصدّي لركلة الجزاء سمحت لنا بالحفاظ على أملنا والذهاب إلى ركلات الترجيح، وبالطبع الجميع يدرك ما حصل بعد ذلك. * لقد أحرزت جميع الألقاب مع تشيلسي، ما هي طموحاتك في ما يتعلّق بالمنتخب الوطني؟ -- أحرزت بطولة أوروبا للشباب عام 2002 عندما فزنا على فرنسا في المباراة النّهائية، أنا فخور بهذا الأمر وآمل تحقيقه في صفوف الفريق الأوّل. لا زلت أشعر بالخيبة عندما أعود بالذاكرة إلى المباراة ضد اليونان في نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية UEFA عام 2004 عندما كنّا نملك فريقا استثنائيا وكان بإمكاننا الذهاب حتى النّهاية، أمّا الآن وبعد اعتزال جيلين نحن في طور عملية البناء مجدّدا. إذا أخذنا في عين الاعتبار هذه العملية الانتقالية فإن بلوغنا كأس الأمم الأوروبية الأخيرة يعتبر إنجازا وبلوغ ربع النّهائي أمر مرض تماما. نستطيع اعتبار العروض التي قدّمناها بمثابة الخطوة الأولى إلى الأمام، وهدفنا الآن بلوغ نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل. * في مستهلّ مشوار التشيك في هذه التصفيات تمكّن فريقك من انتزاع التعادل من الدانمارك في عقر دارها، هل هي بداية جيّدة؟ -- إنها نتيجة جيّدة جدّا إذا تابعنا نتائج الدانمارك في تصفيات كأس العالم 2010، حيث حسمت صدارة المجموعة في مصلحتها من خلال تحقيقها مشوارا مثاليا، خصوصا على أرضها وفي مواجهة منتخبات قوية مثل البرتغال. بالنّسبة إلينا النتيجة كانت جيّدة قبل خوضنا مباراتين حاسمتين على أرضنا حيث يتعيّن علينا الفوز بهما. * في الوقت التي تعاني فيه إيطاليا لاستعادة المستوى الذي ظهرت به عندما بلغت نهائيات كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، هل تعتقد أن جمهورية التشيك تملك الفرصة لاستغلال هذه النقطة بالذات في المجموعة الثانية؟ -- الجميع يعرف تماما أن إيطاليا هي المرشّحة الأولى لتصدّر المجموعة، تليها الدانمارك المصنّفة ثانية في المجموعة من حيث التصنيف العالمي. نحن هنا من أجل تحقيق المفاجأة من خلال إخراج هذين الفريقين، ونأمل على الأقل في احتلال المركز الثاني لكي نخوض الملحق، لكننا سنبذل قصارى جهودنا لكي ننهي التصفيات في المركز الأوّل والتأهّل مباشرة لكن يجب أن نبقى واقعيين. * كونك خضت كأس العالم 2006، ما هو دورك في مساعدة اللاّعبين الشباب في هذه التصفيات؟ -- أنا جزء من اللاّعبين المخضرمين لأنني خضت أكبر عدد من المباريات الدولية، ولديّ خبرة كبيرة مع تشيلسي بطل أوروبا الحالي. أنا هنا لكي أضع خبرتي في تصرّف هؤلاء اللاّعبين وكي أجعلهم يشعرون بالرّاحة وكي أنصحهم بالطريق الأمثل لسلوكه لكي يحقّقوا النّجاح. * في مقابلة أجراها معه موقع (الفيفا) مؤخّرا اعتبر ياروسلاف بلاسيل أن الجيل التشيكي الجديد موهوب جدّا ويملك شخصية قوية وشجاعة عالية، هل تتّفق مع هذا التحليل؟ -- نعم، وأريد الإشارة أيضا إلى أنه مع خوض فيكتوريا بلسن دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي فإن العديد من لاعبي هذا الفريق اكتسبوا خبرة وقد استفاد المنتخب من هذه النقطة. على العموم، قوّتنا الكبيرة إننا فريق فعلي، متماسك وقادر على الخروج من الأوقات الحرجة من خلال البقاء على تماسكه. هذه الصفات سمحت لنا بحسم الملحق ضد الجبل الأسود وبلوغ نهائيات كأس الأمم الأوروبية. * مع بلوغك الثلاثين من عمرك ما تزال شابّا لحارس مرمى، هل تتطلّع إلى ما بعد كأس العالم البرازيل 2014؟ وهل حدّدت لنفسك فترة زمنية معيّنة للاعتزال؟ -- الهدف هو الذهاب إلى البرازيل، في هذا البلد الذي يعيش من أجل كرة القدم سيكون حدثا مميّزا جدّا، وآمل المشاركة فيه. على العموم، لا زلت أعشق ما أقوم به وأستمتع كثيرا. إذا كنت قادرا على البقاء خمس، ستّ أو سبع سنوات إضافية في الملاعب فإنني سأفعل ذلك. الشرط الوحيد هو المحافظة على صحّتي ولياقتي البدنية، لا أريد الاستمرار في اللّعب فقط لأنني أدعى بيتر تشيك ولأنني لعبت 10 سنوات لتشيلسي.