شهدت الأسواق الموازية ببلدية الجلفة يوم الاثنين حملة واسعة للقضاء على التجارة الفوضوية عبر عدّة نقاط رئيسة بعاصمة الولاية، أين باشرت السلطات الولائية بالتنسيق مع العناصر التابعة لفرقة التدخّل السريع وشرطة العمران وحماية البيئة وقوات مكافحة الشغب إزاحة كلّ طاولات الباعة الفوضويين التي تركّزت في مختلف شوارع الولاية، والتي أفسدت الطابع الحضري للمدينة وانتشرت عبر كلّ أرجاء الشوارع معرقلة بذلك سير العربات والمواطنين. احتشدت القوات الأمنية في عدّة نقاط رئيسية بعاصمة الولاية بعد أن منعت التجّار من مزاولة نشاطهم، في الوقت الذي شهدت فيه مختلف الأسواق الموازية المتواجدة بعاصمة الولاية حالة استنفار قصوى من طرف التجّار بعد أن وصلت إليهم تعليمة بضرورة إخلاء هذه الأسواق قبل بداية هذا الأسبوع. وقد انطلقت عملية القضاء على الأسواق الفوضوية المتواجدة في مختلف أحياء الجلفة التي سطّرتها تعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلّية منذ الصباح الباكر، والتي أعقبت ما قامت به السلطات الأسبوع الماضي ببلدية حاسي بحبح من عملية تطهير مماثلة واندلعت فيها اشتباكات بين المواطنين وقوات الأمن، لكنها سرعان ما أخمدت وأصبحت المدينة خالية من الباعة على الأرصفة وأضحت في أبهى حلّة بشهادة سكان المنطقة. كما أن هذه العملية امتدّت لتشمل أهمّ الأسواق التجارية بوسط عاصمة الولاية على مستوى الطريق الرئيسي الممتدّ من باب الشارف إلى فندق (الأمير) والشوارع الفرعية لساحة (محمد بوضياف) والشوارع الفرعية للسوق المغطّى الذي يستقطب فيه مختلف الزبائن. كما شاركت أيضا في عملية التطهير هذه مصالح البلدية (تافزا) لتطهير السوق من النّفايات وفضلات الطاولات التي تضمّها هذه الأسواق بعدما حملت على متن الشاحنات، وذلك في عملية وصفت بالنّاجحة بعدما تدخّلت مصالح الأمن ومكافحة الشغب تجنّبا لأيّ طارئ أو أعمال شغب قد تنجرّ عن هذا القرار الذي كان قد رفض من طرف الباعة الفوضويين الذين أكّدوا بدورهم أن النشاط الذي كانوا يمارسونه يعتبر عملهم الوحيد الذي يعيلون به عائلاتهم، في الوقت الذي عبّر فيه الباعة عن تذمّرهم للقرار الوزاري المفاجئ دون منحهم أيّ بديل. ومن جهتهم، عبّر المواطنون الذين تحدّثوا إلى (أخبار اليوم) عن ارتياحهم للعملية، خاصّة بعد الفوضى التي باتت تطبع هذه الأسواق، ناهيك عن انتشار الأوساخ والقمامة. يذكر أن أسواق الجلفة عرفت في الفترة الأخيرة انتشارا فادحا للباعة الفوضويين الذين شكّلوا حوالي المئات من الطاولات التي احتلّت بها مداخل الأسواق ومخارجها، أين أضحى الولوج إلى داخل هذه الأسواق بشقّ الأنفس من المستحيلات. وتجدر الإشارة إلى أن عملية إخلاء تلك الفضاءات من التجار الفوضويين لم تعرف تسجيل أيّ حادث.