على الرغم من التشابه الكبير الذي يميز أيام الشهر الكريم من حيث العادات والتقاليد إلا أن هناك ليال منه تميزها أجواء خاصة على غرار ليلة النصف التي تحل علينا اليوم، وكذا ليلة السابع والعشرين من الشهر الكريم. بحيث اعتادت اغلب العائلات الجزائرية على ربطها ببعض المناسبات السعيدة على غرار الختان كسنة محمدية مؤكدة، وتبادل الدعوات فيما بينها في ظل الأطباق المميزة التي تتفنن في تحضيرها النسوة خصيصا لإحياء ليلة النصف، وعادة ما تكون أكلات تقليدية محضة كالطعام أو الكسكس، الشخشوخة، التريدة... وتتنوع الأطباق بتنوع الولايات بحيث تحكم كل ولاية من ولايات الوطن طقوس معينة في ليلة النصف من رمضان تزيد من روحانية أجوائه المميزة. وتحضر اغلب العائلات لاجتياز ليلة النصف من رمضان التي تصادف اليوم الرابع العاشر منه فمنها من تختار ختان أبنائها في تلك الليلة، ومن غابت تلك المناسبة عن بيته لا تغيب عنها المظاهر الأخرى التي توحي بتميز تلك الليلة على غرار الأطباق المحضرة خصيصا لتلك الليلة والتي تعد لها النسوة العدة قبل حلول منتصف الشهر. ذلك ما شهدته بعض الأسواق بحيث راحت اغلب النسوة إلى جلب المقتنيات تبعا للأطباق التي تتطلبها تلك الليلة المباركة التي توحي ببدء العد التنازلي للشهر الكريم، وكأن تلك الطقوس هدفت إلى تذكير الكل باغتنام الفرصة قبل فواتها في الذكر والتوبة والمغفرة. اقتربنا من بعض النسوة لمعرفة آرائهن حول كيفية اجتيازهن لتلك الليلة المباركة، فقالت الحاجة حليمة على الرغم من بركة كل أيام الشهر الكريم إلا أن هناك ليال منه اقترنت بعادات مميزة طبعت اغلب الأسر الجزائرية منذ أمد بعيد لإضفاء أجواء خاصة عليها من باب الالتزام ببعض الأعراف والتقاليد، وأضافت أنها شخصيا تحضر لليلة النصف قبل يومين من حلولها وعادة ما تقوم بتحضير طبق تقليدي في تلك الليلة وتبتعد عن الأطباق المعتادة وتعد كيفيات خاصة بالسهرة كالمقروط المعسل والقريوش وصباع لعروس أو السيقار، كل ذلك لخلق جو خاص وذكريات لا تنسى تزيد من الأجواء الحميمة للأسرة الواحدة دون أن ننسى الجوانب الدينية بحيث نكثف من الدعاء والصلوات كون أن ليلة النصف تبلغنا وتذكرنا ببداية العد التنازلي للشهر الكريم بعد بلوغ منتصفه وفيها تذكرة للغافلين عن اغتنام الفرص في الطاعة والتعبد. أما مروة فقالت أنها تضفي جوا مميزا على تلك الليلة وتحضر لتلك الاحتفالية من كل الجوانب لا من حيث الأطباق ولا من حيث السهرة الخاصة التي تقيمها، وعادة ما تتبادل الزيارات هي وأقاربها في تلك الليلة لاستغلال الشهر في صنع تلك الأجواء الرائعة التي تقوي الروابط الأسرية وتحافظ على صلة الرحم بالنظر إلى خصوصية الشهر الكريم لدى اغلب الأسر الجزائرية.