تناولت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية التطورات على الساحة الليبية، ورفض التشكيلة الحكومية التي تقدم بها رئيس الوزراء المنتخب مصطفى أبو شاقور، مما أدى إلى حديث عن استقالته من منصبه. وقالت الصحيفة: (هذه التطورات تُلقي بالبلاد في مزيد من عدم اليقين السياسي، في الوقت الذي يحين لإجراء تحقيق حول الهجمات التي أدت إلى مقتل أربعة دبلوماسيين أمريكيين الشهر الماضي). وأضافت الصحيفة: (قرار البرلمان الليبي الذي رفض تشكيلة الحكومة الجديدة ربما يعني أن الحكومة ستظل بلا قيادة منتخبة ديقراطيا دائمة لعدة أسابيع). وأشارت صحيفة (واشنطن بوست) إلى أنه في حال عدم وجود حكومة سيكون التحقيق في الهجمات على القنصلية الأمريكية ببني غازي التي أدت إلى مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفينز وثلاثة أمريكيين آخرين، أولوية متراجعة لدى الليبيين. وأوضحت الصحيفة أن المدى الذي يستطيع من خلاله الجانب الأمريكي أن يعمل بحرية في ليبيا ربما يتأثر سلبًا أيضًا بالفوضى السياسية المحلّية. وكان بعض المسؤولين الليبيين قد أثاروا المخاوف بشأن السيادة حول عمليات (الأف بي آي) في بني غازي، في الوقت الذي أدت فيه المخاوف المتعلقة بالسلامة إلى إبعاد الأف بي آي عن المدينة على الرغم من زيارته لها يوم الخميس الماضي من أجل تمشيط واسع لمقر البعثة الأمريكية هناك. وقد خسر مصطفى أبو شاقور التصويت على تشكيلة حكومته الجديدة برفض 125 عضوًا في المؤتمر الوطني العام المكون من 200 عضو، مقابل 44 مؤيدين، في حين كان باقي الأعضاء غائبين أو ممتنعين عن التصويت. وتعرض أبو شاقور لانتقادات حادة الأسبوع الماضي لاقتراحه حكومة يقول معارضوها إنها تمتلئ بالأشخاص غير المعروفين سياسيًّا، وبعد الاحتجاج قام بتقديم تشكيلة جديدة لكنه خسر التصويت عليها. من جهة أخرى، ألقت السلطات الليبية القبض على ابنة رئيس المخابرات السابق عبد اللّه السنوسي في فندق بطرابلس لدخولها البلاد بشكل غير مشروع. وقال مسؤول ليبي إن الشرطة العسكرية ألقت القبض على العنود السنوسي، 18 عامًا، وهي قريبة لصفية زوجة الزّعيم السابق معمر القذافي. وأضاف المسؤول لوكالة (رويترز): (ألقي القبض على العنود في فندق بوسط طرابلس بعد أن دخلت ليبيا قادمة من الجزائر بجواز سفر ليبي مُزوَّر)، وأشار إلى أنها كانت تحمل مبلغًا كبيرًا من الدولار الأمريكي لكنه لم يذكر قدره. واتّهم عبد اللّه السنوسي في طرابلس بارتكاب جرائم ضد الليبيين، كما تطلب تسلّمه كلّ من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي تتّهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وفرنسا التي تريد محاكمته فيما يتّصل بتفجير طائرة ركاب عام 1989. أمّا ابنته فقال المسؤول إنها لم تُتهم بارتكاب أيّ جرائم غير دخول ليبيا بشكل غير مشروع. وألقي القبض على عبد اللّه السنوسي قبل سبعة أشهر إثر وصوله إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط قادمًا في رحلة جوية من المغرب حاملا جواز سفر ماليا مزوّرًا، وسلّمته السلطات الموريتانية لليبيا الشهر الماضي.