الدعاء علاج نافع لدفع الهم والغم قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) سورة البقرة آية 186 وقال تعالى: (قال رب اشرح لي صدري) (سورة طه آية 25)، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يتعوذ بالله من الهم والحزن ويقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال). ويقول الدكتور شعبان إسماعيل أستاذ علم القراءات بجامعة أم القرى بمكة المكرمة - من أدعية القرآن الكريم التي تفرج الهم والكرب قوله تعالى: (وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) سورة الأنبياء الآيتان 87-88 وهو دعاء ذي النون يونس عليه السلام. ظلمات البحر هذه الأمة العظيمة التي آمنت بدعوة يونس تعد من أكبر فضائله ولكنه -عليه الصلاة والسلام- ذهب مغاضباً والظاهر أن عجلته وغضبه من قومه وخروجه من بين أظهرهم قبل أن يأمره الله بذلك أدى به إلى الوقوع في ظلمات البحر عندما ركب في السفينة مع أناس فاقترعوا من يلقون منهم في البحر لما خافوا غرق السفينة إن بقوا كلهم فأصابت القرعة يونس وألقوه في البحر فالتقمه الحوت وذهب به إلى ظلمات البحار فنادى ربه في تلك الظلمات (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فأقر لله تعالى بكمال الألوهية ونزهه عن كل نقص واعترف بظلم نفسه وجنايته فقال تعالى: (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) ولهذا قال تعالى (فاستجبنا له ونجيناه من الغم) أي من الشدة التي وقع فيها وهذا وعدٌ وبشارة لكل مؤمن وقع في شدة وغم أن الله تعالى سينجيه منها ويكشف عنه ويخفف بسبب إيمانه كما فعل مع نبي الله يونس عليه السلام. تفريج الكروب كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندما يصيبه كرب أو همّ أو غم يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء ويقول: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) وجاء في القرآن الكريم قوله تعالى: (ولقد نعلم أَنك يضيق صدرُك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) (سورة الحجر) الآيات 97 - 99 ، عندما ضاق صدر النبي (صلى الله عليه وسلم) لتكذيب واستهزاء قومه به أمره الله سبحانه وتعالى بالتسبيح والتحميد والصلاة والاستمرار في التقرب إلى الله بالعبادات والدعاء في كل الأوقات. علاج الهم والكرب علاج الهمِّ والكرب والبلاء والحزن يكون بالإيمان والعمل الصالح قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) (سورة النحل آية 97)، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم): (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) وخير علاج للهمِّ والكرب والبلاء قراءة القرآن الكريم بتدبر فهو ربيع القلوب ونور الصدور وجلاء الأحزان وذهاب الهموم والغموم والشفاء لجميع الأمراض البدنية والقلبية قال تعالى: (ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي قل هو للذين أمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمي أولئك ينادون من مكان بعيد). سورة فصلت آية 44.