وقعت أوّل أمس مواجهات عنيفة بين قوات الأمن التي استنجد بها لفتح المفرغة العمومية بعزازفة وشباب القرية الذين أغلقوها ورفضوا فتحها مرّة أخرى، وقاموا برشق سائقي شاحنات نقل القمامة الذين تركوا وسائلهم وفرّوا هاربين واستعملت الشرطة قنابل مسيلة للدموع لتفريق المحتجّين. بعد أكثر من شهر كامل على إقدام سكان قرية (ثزاغارث) ببلدية عزازفة بتيزي وزو على غلق المفرغة العمومية المتواجدة بقلب غابات إعكوران وبالقرب من مستشفى (مغنم لوناس) رافضين تحويل النّفايات والأوساخ النّاتجة عن المنازل والمحلاّت التجارية وغيرها من المرافق التي تنتج القمامة، قرّرت أمس السلطات المحلّية بإيعاز من السلطات الولائية استخدام القوة العمومية لنقل الأوساخ التي غزت مدينة عزازفة وكثرت سبل التخلّص منها إلاّ أنه لا جدوى من ذلك، حيث قامت البلدية بتسخير شاحناتها وجرّاراتها لنقل الأوساخ إلى جانب كراء شاحنات الخواص، حيث شحنت على متنها الكمّيات الهائلة من الأوساخ المتجمّعة منذ أيّام عديدة. ولمّا اتجهت الشاحنات بحضور مصالح الأمن لتفريغ الأوساخ وشحناتها بالمفرغة قام الشباب الذين طوّقوا المفرغة برشق رجال الأمن وسائقي الشاحنات بالحجارة لمنعهم من الدخول إلى المفرغة فكسروا زجاج الشاحنات، ما دفع السائقين إلى الفرار خوفا من غضب الشباب تاركين الشاحنات وسط الطريق، لتجد البلدية نفسها في مأزق آخر أكثر تعقيدا من الأوّل. وقد تمكّنت قوات الأمن من تفريق المتجمّعين المحتجّين الذين أكّدوا ل (أخبار اليوم) أنهم لن يسمحوا بإعادة فتح هذه المفرغة، موضّّحين أن هذا هو الحلّ لحماية المحيط من ضررها، حيث فتحت أوّل الأمر على أساس أن تغلق بعد 5 سنوات لكنها بقيت على حالها، وقالوا (إننا لن نصدّق السلطات عندما تقول إننا سنستعملها مؤقّتا كذلك). أمّا السلطات المحلّية فأصدرت بيانا عامّا جاء فيه أن عددا من الاجتماعات توصّلت إلى فتح مفرغتين عموميتين بكلّ من بوبهير وفريحة سيتمّ استلامهما بعد 8 أشهر من الآن، ووافق على ذلك السكان شريطة ألاّ تستغلّ مفرغة (ثزاغارث) ثانية، ما يجعل منطقة عزازفة تتحوّل إلى مفرغة مترامية الأطراف وسكانها يعيشون تحت رحمة النّفايات التي غزت الأرصفة والشوارع وبدأت تزاحمهم في الطرقات.