تنتشر في معظم الأحياء بالعاصمة بين أوساط الشباب ظاهرة لقيت استحباب الكثير منهم بحبهم الكبير للاعتناء وتربية نوع معين من الحيوانات وخاصة منها الكلاب التي وجدت ضالتها عند هؤلاء السكان القاطنين بالعمارات، حيث تُعرف هذه الكلاب بغلاء أثمانها، ويختلف الثمن من صنف إلى آخر، ولكن بالرغم من ذلك إلا أننا نجد الكثير من الشباب مهووساً بها ويحرص على وجودها بالمنزل ليس لسبب الحراسة وإنما حبا لها أو للتباهي أمام الأصدقاء. ولعل الأمر الملفت للانتباه في هذه الظاهرة أنها أصبحت تنتشر في العاصمة رغم أنه وكما هو معروف لدى الجميع أن هذه الشقق التي يعيش بها أغلبية الجزائريين ضيقة ولا تتسع لكافة قاطنيها فكيف لها أن تلبي حاجة تلك الحيوانات التي يفترض أن تحرس الفيلات والبيوت الواسعة، أين وجدت مكانها في الشقق الضيقة بالرغم من المشاكل الصحية التي يمكن أن تنجم عنها خاصة عند الأطفال منهم، ونجد الأكثرية من الشبان يتنافسون على شراء الكلاب القادمة من الدول الأوربية المتميزة بكبر حجمها وذات المخالب الكبيرة التي تثير الرعب في نفوس المارة، حيث نجد فصيلة (البيتبول) و(الرودفايلر) إلى جانب (الستافامريكان) التي تعتبر من أكبر الأنواع المطلوبة حسب ما أفادنا به أحد الشباب الذي كان رفقة كلبه بشارع حسيبة بن بوعلي بقوله: (بالرغم من غلاء أثمانها إلا أنني لا أستطيع الاستغناء عنها، لأنها صديقتي المفضلة حيث اصطحبها معي إلى كل مكان). وفي نفس السياق تشتكي العديد من الأمهات من تواجد هذه الكلاب داخل الشقق، وفي هذا الشأن تقول السيدة (عائشة): (بالرغم من كراهية ديننا الحنيف امتلاك لمثل هذه الحيوانات حسب ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخبرنا أن من اتخذ كلبا غير معلم ككلب الصيد أو الحراسة نقص من أجره كل يوم قيراط، هذا إلى جانب أحاديث أخرى تحرم تربية الكلاب باعتبار أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب، إلا أننا نجد الأكثرية منهم يعتبر امتلاك الكلب موضة وذلك من أجل التباهي أمام الغير، هذا إلى جانب وجود أشخاص آخرين يستعملونها لأغراض أخرى قصد التعدي والسرقة). ومن جهة أخرى، نجد هذه الكلاب تتسبب في العديد من المشاكل غير المنتهية والتي عادة ما تكون مصدر إزعاج للجيران من خلال العواء المتواصل، وفي هذا الصدد يشتكي العديد من المواطنين من هذا الأمر حسب ما أفادتنا به إحدى السيدات، بأن زوجها يدخل في الكثير من الأحيان في شجار عنيف بينه وبين جاره بسبب نباح الكلب غير المنتهي الذي حرم عليهم النوم، مما يؤدي في الكثير من المرات إلى تدخل الشرطة للفصل في النزاع القائم الذي ينتهي بمقرات الشرطة حيث طلبت هذه الأخيرة من صاحب الكلب نقله إلى مكان آخر غير شقته تجنبا للإزعاج بحكم مرض جاره المزمن، وفي نفس السياق يضيف السيد (الطاهر) الذي يبلغ من العمر 54 سنة والقاطن بشارع ديدوش مراد، الذي أبدى استياءه من هذه الظاهرة: (بتنا لا نستطيع النوم لا في الليل ولا في النهار بسبب هذه الكلاب التي يقوم أصحابها بصطحابها لا لشيء سوى للتباهي والمفاخرة فيما بينهم، حيث تراهم يجوبون الشوارع وسط المارة محدثين هلعا في أوساطهم بأشكالها المخيفة هذا إلى جانب تقليدهم للغرب الذين يقومون بتربية هذه الحيوانات في المنازل). ولعل الأمر الأكثر خطورة هو جهل الناس للمخاطر الكبيرة التي يسببها تواجد الكلاب بنفس الشقق مع الإنسان، ومنها احتمال إصابتهم بالأمراض السرطانية على وجه الخصوص، مما يتطلب توعية أكبر في أوساط المواطنين.