سوق أهراس- انتشرت في المدة الأخيرة بعديد أحياء وأزقة مدينة سوق أهراس وبصفة واسعة و"مخيفة"، ظاهرة تربية وامتلاك كلاب "البيتبول"، التي أصبحت تستهوي عديد الشباب من مراهقين وحتى الأطفال. وإذا كان بعض الشباب، أصحاب هذه الحيوانات "المفترسة والخطيرة"، حسب العارفين بهذا المجال، يعتبرون أن انتشار هذه السلالات "موضة" ووسيلة من وسائل الحراسة الشخصية، ومصدرا في الوقت ذاته للتباهي، فإن فريقا آخر ممن تستهويهم تربية وامتلاك هذه الكلاب، يعتمدون عليها في عمليات السرقة والابتزاز التي انتشرت ونمت في الفترة الأخيرة. فسواء بوسط طاغست أو بأحيائها، على غرار حي "برال صالح" و"حمة لولو" و"غلوسي"، و"1.700 سكن" و"ديار الزرقاء"، و"عمارات محمد عتيق"، يلاحظ المتجول ذلك الانتشار "المفزع" لمثل هذه الكلاب المفترسة، التي أصبحت على حد تعبير بعض السكان، بمثابة أداة خطيرة مثل الخناجر والسيوف التي يعاقب القانون حاملها. ودعا البعض الآخر من مالكي هذه الأنواع الخطيرة من الحيوانات، بمراقبة تحركها عن طريق السلاسل الخاصة، مشيرين إلى عدم تركها طليقة في الشارع، وأن يكون عنقها مطوقا بسلسلة خاصة تحمل دبابيز تضيق على رقبتها كلما أصبح الحيوان في حالة هيجان، أو يريد أن يعتدي على الأشخاص. ويحول امتلاك مستهلكي المخدرات، ومروجي الأقراص المهلوسة لكلاب "البيتبول"، في كثير من الأحيان دون تحقيق نتائج إيجابية في التصدي لظاهرة انتشار هذا النوع من السموم، والترويج لها في الوسط الشباني، حسب ما أفاد به مؤخرا ل"وأج" المكلف بالإعلام لدى مصالح أمن ولاية سوق أهراس. ويكمن سبب ذلك، حسب ما أضاف ذات المسؤول، في شراسة هذا النوع من الكلاب، الذي زاد بشكل كبير، من صعوبة مهمة الفرق الأمنية التي تسعى للحفاظ على أرواح هؤلاء المنحرفين، مشيرا أن مصالح أمن سوق أهراس، أوقفت خلال رمضان الأخير شخصا بتهمة التجول بكلب أجنبي مدرب بدون وثائق. وبعدما أشار أن أحد أفراد الشرطة، أطلق نهاية الأسبوع الماضي النار صوب كلب من هذا النوع، أكد أن الافتقار لآليات وسند قانوني لمكافحة هذه الظاهرة الممنوعة حتى بالدول الغربية، حال دون التصدي لبؤر هذه الكلاب المدربة. ومن بين الحوادث التي سجلت بعاصمة الولاية كذلك، ذلك الذي حصل مؤخرا بحي "ديار الزرقاء"، حيث اعتدى كلب "بيتبول" على طفل لا يتجاوز ال5 سنوات الذي كاد أن يهلك، لولا التدخل السريع لقوات الأمن. وسجلت من جهتها، مصلحة الاستعجالات بالمستشفى القديم لسوق أهراس، خلال أوت الماضي 10 حالات لعضات كلاب ضالة، من بينها حالتان تسببت فيها كلاب "البيتبول" تعرض ضحاياها لجروح متفاوتة الخطورة، حسب ما أستفيد من ذات المصلحة. وحسب شهادات استقتها "وأج" من عديد مواطني المدينة، فإن كلاب فصيلة "البيتبول" التي تعتمدها فئة قليلة من المواطنين في عمليات حراسة مساكنها وفيلاتها، خاصة بحي "دالاس"، كثيرا ما هاجمت أطفالا ورجالا من المارة عبر أزقة طاغست مسببة لهم إصابات خطيرة، نقلوا على إثرها لمستشفى المدينة لتلقي العلاج، في حين عبر عدد آخر من المواطنين عن استيائهم لعدم التصدي لهذه الظاهرة وردع أصحابها. وأبدى آخرون، امتعاضهم وقلقهم الشديدين من انتشار مثل هذه الظواهر، وتزايد الشجارات والاعتداءات بالأسلحة البيضاء، مما جعل بعض المواطنين يعزفون عن التردد تجاه الأماكن المزدحمة تجنبا للمشاكل. ومن جهته، دعا رئيس فيدرالية جمعية أولياء التلاميذ، عمار منار، إلى تجند الجميع من أجل "إبادة نهائية" لهذا النوع من الكلاب، التي كثيرا ما شكلت خطرا خاصة أمام المؤسسات التربوية التي تعرض بعض تلاميذها لاعتداءات هذا الحيوان "الشرس". وأكد بدوره، رئيس جمعية واد ملاق الثقافية، أن عددا من مربي هذه الكلاب المدربة "يحملون أفكارا غربية بسبب ثقافة تدعو للعنف، وبعض من الأغاني المتداولة في الوسط الشباني التي تم ترويجها، خاصة من طرف بعض وسائل الإعلام، وجعلها "نموذجا" يقتدي به شباب مراهقون، "فضلا عن مساهمة أفلام غربية تحمل في طياتها فسادا أخلاقيا ودعوة للعنف". واعتبر مدير التنظيم والشؤون العامة للولاية، أنه في حال ما إذا تعلق الأمر بحيوانات أليفة، فإنها عادة ما تكون تحت مسؤولية الشخص الذي يتحمل مسؤولية اعتداء هذا الحيوان، وإذا كان اعتداء كلب البيتبول بأمر من صاحبه فإنه يعاقب قانونيا. وتبقى مسؤولية السلطة العمومية قائمة، خاصة من خلال تنظيم حملات لمكافحة والقضاء على الكلاب الضالة، حسب ذات المسؤول. ويدرك العديد من سكان سوق أهراس، أن تربية مثل هذه الحيوانات الخطيرة، المعروفة كذلك في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، طابعها المفترس يجب أن يخضع لقوانين صارمة.