تشهد مدينة سوق أهراس، في الآونة الأخيرة، بصفة “مخيفة” توسع لظاهرة تربية وامتلاك كلاب “البيتبول” التي شكلت ولاتزال تشكل خطرا كبيرا على المارة، خصوصا النساء وكبار السن وحتى تلاميذ المدارس، حيث أصبح الأولياء يرافقون أبناءهم، لاسيما حديثي العهد بالمدرسة، إلى غاية باب المؤسسة التعليمية خوفا من إصابتهم بأي مكروه. وإذا كان بعض الشبان من أصحاب هذه الحيوانات “المفترسة والخطيرة” يعتبرون انتشار هذه السلالات “موضة” ووسيلة من وسائل الحراسة الشخصية ومصدرا في الوقت ذاته للتباهي، فإن فريقا آخرا من ملاك هذه الكلاب يعتمدون عليها في عمليات الابتزاز والتهديد بداعي السرقة التي انتشرت في الفترة الأخيرة. ويلاحظ المتجول، سواء بوسط المدينة أو بضواحيها، على غرار برال صالح وحمة لولو وحي غلوسي و1700 سكن وديار الزرقاء وحي عمارات محمد عتيق، ذلك الانتشار “المفزع” لمثل هذه الكلاب المفترسة التي أصبحت بمثابة أداة خطيرة، مثل الخناجر والسيوف التي يعاقب القانون حاملها، على حد تعبير بعض المواطنين. ويستعمل مستهلكو المخدرات ومروجي الأقراص المهلوسة كلاب “البيتبول” لتحول دون توقيفهم، وبالتالي يزداد عمل مصالح الأمن صعوبة في التصدي لظاهرة انتشار هذا النوع من السموم والترويج لها في الوسط الشباني، وهذا حسبما صرح به مؤخرا المكلف بالإعلام لدى مصالح أمن ولاية سوق أهراس. ويكمن سبب ذلك، حسبما أضاف ذات المسؤول، في شراسة هذا النوع من الكلاب الذي عقد بشكل كبير مهمة الفرق الأمنية التي تسعى للحفاظ على أرواح هؤلاء المنحرفين، مشيرا إلى أن مصالح أمن سوق أهراس أوقفت مؤخرا شخصا بتهمة التجول بكلب أجنبي مدرب بدون وثائق، كما أكد أن الافتقار لآليات وسند قانوني لمكافحة هذه الظاهرة، حال دون التصدي لبؤر هذه الكلاب المريبة. ومن بين الحوادث التي سجلت بعاصمة الولاية، ما حصل مؤخرا بحي ديار الزرقاء حيث اعتدى كلب “بيتبول” على طفل لا يتجاوز ال5 سنوات الذي كاد يهلك لولا التدخل السريع لقوات الأمن. من جهتها سجلت مصلحة الاستعجالات بالمستشفى القديم لسوق أهراس، خلال أوت الماضي، 10 حالات لعضات كلاب ضالة من بينها حالتان تسببت فيها كلاب “البيتبول” تعرض أصحابها لجروح متفاوتة الخطورة . وحسب بعض الشهادات، فإن كلاب فصيلة “البيتبول” التي تعتمدها فئة قليلة من المواطنين في عمليات حراسة مساكنها وفيلاتها خاصة بحي “دالاس”، كثيرا ما هاجمت أطفالا ورجالا من المارة عبر أزقة طاغست مسببة لهم إصابات خطيرة نقلوا على إثرها لمستشفى المدينة لتلقي العلاج، في حين عبر عدد آخر من المواطنين عن استيائهم لعدم التصدي لهذه الظاهرة وردع أصحابها. وأبدى آخرون امتعاضهم وقلقهم الشديدين من انتشار هذه الظواهر وتزايد عدد الشجارات والاعتداءات بالأسلحة البيضاء، ما جعل بعض المواطنين يعزفون عن التردد على الأماكن المزدحمة تجنبا للمشاكل. من جهته، دعا رئيس فيدرالية جمعية أولياء التلاميذ، عمار منار، إلى تجند الجميع من أجل محاربة هذه الظاهرة التي كثيرا ما شكلت خطرا أمام المؤسسات التربوية التي تعرض بعض تلاميذها لاعتداءات هذا الحيوان “الشرس”. وأكد رئيس جمعية واد ملاق الثقافية، أن عددا من مربي هذه الكلاب المدربة يحملون أفكارا غربية و”غريبة” بسبب ثقافة تدعو للعنف وبعض الأغاني المتداولة في الوسط الشباني التي تم ترويجها خاصة من طرف بعض وسائل الإعلام وجعلها “نموذجا“ يقتدي به شبان مراهقون، فضلا عن مساهمة أفلام غربية تحمل في طياتها فسادا أخلاقيا ودعوة للعنف. واعتبر مدير التنظيم والشؤون العامة للولاية، أنه إذا تعلق الأمر بحيوانات أليفة فإنها عادة ما تكون تحت مسؤولية صاحبها، وإذا كان اعتداء كلب البيتبول بأمر من صاحبه فإنه يعاقب قانونيا. ودعا مالكي هذه الأنواع الخطيرة من الحيوانات إلى ضرورة التخلص منها أو مراقبة تحركها عن طريق السلاسل الخاصة، مشيرا إلى عدم التجوال بها وتركها طليقة في الشارع، بل الواجب ألا تتعدى باب المنزل أو المسكن، وأن يكون عنقها مطوقا بسلسلة خاصة تحمل دبابيز تضيق على رقبتها كلما أصبح الحيوان في حالة هيجان أو يريد أن يعتدي على الأشخاص. ورغم إدراك بعض أصحاب هذه الكلاب الغريبة عن عادات وتقاليد أمتنا، أن تربية هذه الحيوانات الخطيرة، المعروفة كذلك في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط بطابعها المفترس، يجب أن يخضع لسن قوانين صارمة، إلا أنهم متمادون في ضرب كل القوانين عرض الحائط. وتبقى مسؤولية السلطة العمومية قائمة خاصة من خلال تنظيم حملات لمكافحة والقضاء على الكلاب الضالة، حسب ذات المسؤول.