شهدت العاصمة يوم أمس الثلاثاء حالة طوارئ شاملة، بعد أن شلت وسائل النقل العمومية من حافلات لنقل الحضري التابعة للإيتوزا و الترامواي، بسبب الإضراب المفتوح الذي أعلنه أكثر من 1500 عامل احتجاجا على سياسة الإقصاء والتهميش التي مستهم من طرف إدارة المؤسسة المعنية.. تحولت ساحة أول ماي بالعاصمة إلى مايشبه ميدان التحرير، بعد أن تجمع آلاف من العمال التابعين لمؤسسة النقل الحضري الإيتوزا، وهذا لليوم الثاني على التوالي مواصلين إضرابهم المفتوح حتى تنظر الوزارة الوصية على مطالبهم بعين الاعتبار.. وأكد ممثل العمال وفي حديثه مع أخبار اليوم على أن الإضراب لقي استجابة كبيرة حيث تجاوزت نسبة الإضراب 90 بالمائة من خلال توقف أكثر من 1700 عامل عن العمل بعد أن أحسوا بالظلم الممارس عليهم، مؤكدين من جهتهم على أن القضية ليست صراع نقابي بل هي قضية يعيشها العمال، خاصة من ناحية تدني الأجور، فوزارة النقل مطالبة بالتدخل من خلال استقبال الممثلين الفعليين للعمال لمناقشة مطالبهم المشروعة التي تمسهم لإيجاد حلول عاجلة لها، و إلا فإن الإضراب سيستمر ومعه تشل العاصمة، وهذا ما عايناه بمناطق مختلفة بالعاصمة، فلقد قاد البعض من المواطنين رحلة بحث عسيرة عن وسائل نقل تقلهم إلى عملهم أو إلى أماكن دراستهم، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل فحافلات الإيتوزا غابت عن العاصمة وكذلك الترامواي، فلقد وجد آلاف الطلبة أنفسهم محاصرين في الرويسو بعد أن تعذر عليهم الانتقال إلى جامعة هواري بومدين بباب الزوار فلقد تحولت العاصمة في ساعات إلى مدينة يصعب التنقل عبر أحيائها بسبب توقف الإيتوزا، وهذا فتح بابا واسعا أمام حافلات النقل الخاص الذي استغلوا الوضع تعويضا لحافلات الايتوزا، ففي محطة أول ماي حضرت حافلات النقالين الخواص وغاب حافلات النقل العمومية، وهذا ما عرفته كل محطات النقل الحضري بالعاصمة والتي أصبحت خاوية على عروشها إلا من بعض المواطنين الذين بقوا ينتظرون وسيلة نقل توصلهم إلى وجهتهم، في حين أن البعض من العمال فضلوا التغيب عن العمل بعد أن تعذر عليهم الحصول على وسيلة نقل عمومية..