قال البروفسور بريول باسكان، أستاذ السياسات الدولية في جامعة جورج تاون، إن حزب العدالة والتنمية التركي لم يكن حزباً إسلامياً بامتياز فيما حكمت الرؤية الإسلامية التركية قراءة الحزب وتحليله لتاريخ الشرق الأوسط . وأكد البروفسور باسكان في محاضرة بجامعة جورج تاون، أن الإسلاميين الأتراك ينظرون إلى الدولة العثمانية على أنها دولة إسلامية بينما يرون الجمهورية التركية على أنها دولة علمانية غير دينية، وأثناء الانتقال بين الدولتين، إعتقد الإسلاميون أن الأتراك بابتعادهم عن الدولة الإسلامية فقدوا الرابط الذي كان يجمعهم بالمسلمين من أعراق أخرى، وبالتالي عمدوا إلى تطوير علاقاتهم مع جميع الدول الإسلامية في إطار تطوير دولتهم. وألقى البروفسور باسكان محاضرته تحت عنوان (تركيا نظرة إلى الربيع العربي وعلاقات تركيا مع العالم العربي) وركز فيها على الموقف التركي فيما يتعلق بالربيع العربي. وكان البروفسور باسكان قد استهل محاضرته بالحديث عن رؤية الإسلاميين في تركيا لموضوع عصرنة تركيا وإنتقالها من الإمبراطورية العثمانية إلى الجمهورية خلال المائتي عام الأخيرة، حيث يرى البروفسور أن فهم هذه الرؤية ضروري لفهم السياسة الخارجية التركية في ظل حكم حزب العدالة والتنمية بشكل أفضل. وقال من نفس المنطلق، فإن الإسلاميين في تركيا واثقون من إستعادة موقعهم الرائد في العالم الإسلامي بمجرد عودتهم إلى الدولة الاسلامية المدنية. وأشار البروفسور باسكان أيضاً، إلى أن السنوات الثمانية الأولى من حكم العدالة والتنمية أدت إلى ترسيخ قناعات قيادات الحزب بصواب رؤيتهم، إلا أن نجاح الحزب وفقاً للبروفسور يعود إلى أن إيران وسوريا ودول عربية أخرى كانت بحاجة إلى حلفاء على الصعيد الدولي في السنوات الماضية، مما دفعه الى تطوير علاقاته في الشرق الأوسط وانعكس الأمر إيجابياً على موقع تركيا الاقتصادي والسياسي. وشدد البروفسور على أن الإسلاميين في تركيا كانوا على قناعة بأن (الفتنة) بين المسلمين هي من صنيعة الغرب قائلا: ( تبين بعد إندلاع ثورات الربيع العربي أن التدخل الأجنبي ليس السبب الوحيد لمشاكل العالم الإسلامي). وفي إجابة عن سؤال حول ما إذا كانت تركيا قادرة على تقديم مثال يُحتذى للدول العربية، قال البروفسور باسكان: (لا يمكن فهم الموقف التركي أو تحليله بمعزل عن سياقه التاريخي، كما لا يمكن فصل أفعال تركيا عن حاجاتها ومصالحها الوطنية).