توجه الولاياتالأمريكية الدعوة إلى بورما للمشاركة في أكبر تدريبات عسكرية متعددة الجنسيات في العالم، في لفتة رمزية قوية صوب جيش له سجل قاتم في مجال حقوق الإنسان، تمثل علامة فارقة في التقارب بين ميانمار والغرب. وقال مسؤولون من بلدان تشارك فى التدريبات: (الدعوة ستوجه لميانمار لمراقبة مناورات الكوبرا الذهبية التي تضم ألافًا من الجنود الأمريكيين والتايلانديين، ومن دول آسيوية أخرى فى تدريبات سنوية مشتركة). وذكر جان زالويسكى، محلل شؤون ميانمار لدى مؤسسة (إي. اتش. اس غلوبال انسايت) للأبحاث: (تبدو هذه أول خطوة من جانب الولاياتالمتحدة لإعادة التواصل مع جيش ميانمار وتقليل اعتماده على الصين). وأشارت المصادر إلى أن تودد واشنطن لجيش ميانمار، يأتي ضمن تقارب حذر تحت مظلة الحوار الإنسانى الذي يمثل أكبر تحرك تجاه حكومة ميانمار الجديدة شبه المدنية بعد 49 عامًا من الحكم العسكري المباشر. وينظر إلى هذه الخطوة كذلك باعتبارها الأولى تجاه استئناف العلاقات العسكرية بين الولاياتالمتحدة وميانمار، والتي انقطعت عام 1988، عندما فتح جنود النار على محتجين مطالبين بالديمقراطية في حملة سقط فيها الآلاف بين قتيل ومصاب، مسفرة عن إخضاع زعيمة المعارضة أونج سان سو كي للإقامة رهن الإقامة الجبرية بالمنزل. وقالت المصادر: (تايلاند التي تشارك في استضافة التدريبات ضغطت من أجل إشراك ميانمار فيها). وجاءت الدعوة بعد زيارة قام بها هذا الأسبوع وفد برئاسة مايكل بوسنر، أكبر مسؤول عن حقوق الإنسان في الخارجية الأمريكية لنايبيداو عاصمة ميانمار. وقالت وسائل الإعلام الرسمية في بورما: (الجانبان ناقشا مستويات وعمليات المؤسسات العسكرية في ميانمار والولاياتالمتحدة، وتبادلا وجهات النظر بشأن الحوار المستقبلي والتعاون الثنائي). يشار إلى أن مئات الرهبان البوذيين في ميانمار كانوا قد ساروا في مسيرة حاشدة للإعلان عن دعم وتأييد مقترح الرئيس البورمي بإرسال أفراد الأقلية المسلمة (الروهينغا) إلى دولة أخرى. وحمل الرهبان لافتة مكتوباً عليها (انقذوا ميانمار بدعم الرئيس)، وتعد هذه التظاهرة أحدث مؤشر على عمق المشاعر المناهضة لأقلية الروهينغا المسلمة، الذين يتعرضون لأعمال عنف وإبادة جماعية من البوذيين العرقيين في ولاية أراكان، وقد خلفت هذه الأعمال المئات من القتلى وعشرات الآلاف من النازحين، وفقًا لشبكة (سكاي نيوز عربية). وكان الرئيس (ثين سين) قد اقترح في شهر جويلية الماضي إرسال جميع أفراد أقلية الروهينغا البالغ عددهم نحو 800 ألف شخص وفقًا لتقديرات الأممالمتحدة إلى (أي دولة ترغب في استقبالهم). ويعاني مسلمي الروهينغا من التمييز العرقي منذ عقود، حتى أن حكومة ميانمار تنظر إليهم كأجانب، بينما يعاملهم المواطنون البوذيون بعنف، ويعتبرونهم مهاجرين غير شرعيين من دولة بنغلادش المجاورة لهم. وكان رئيس الهلال الأحمر التركي، أحمد لطفي أقار، قد أكد أن المسلمين في ميانمار يقطنون في أراض خصبة ولهذا السبب يتم العمل على طردهم من أماكنهم.