تعرف أسواق الماشية في العديد من ولايات الوطن مع بداية العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك حركية غير عادية حيث أضحت تستقطب أعداد كبيرة من الراغبين في اقتناء أضحية العيد لتطبيق سنة سيدنا إبراهيم الخليل (عليه السلام)، غير أن الملاحظ هذه السنة هو الارتفاع القياسي لأسعار المواشي بشكل فاق كل التوقعات. (أخبار اليوم) جالت في عدة أسواق عبر عدد من الولايات لترصد الواقع عن قرب.. ارتفاع غير مسبوق بالجلفة وسعر النعاج يقفز إلى 40 ألف دينار ! مع اقتراب العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك الذي لم يبق عنه سوى أيام معدودات، سجلت أسواق بلديات الجلفة هذه الأيام الأخيرة لهيبا غير مسبوق في أسعار الماشية التي لم يسبق لها مثيل وإن شهدتها خلال السنوات الماضية، حيث عرفت الأسواق الأسبوعية للمواشي بالولاية المعروفة والمشهورة على المستوى الوطني خلال هذه الأيام أسعارا خيالية لم يكن الشارع الجلفاوي يتوقعها. هذا وقد قامت (أخبار اليوم) بجولة استطلاعية للوقوف على حقيقة ما يجري في بورصة هذه المواعيد التجارية أين تنقلنا إلى السوق الأسبوعي بحاسي بحبح، كل شيء كان يوحي بالأهمية التي يكتسيها هذا السوق وسط رواده من فئة الموالين والسماسرة الذين لا يملكون سوى ألواح ترقيم الشاحنات الراكنة والقادمة من مختلف جهات الوطن تعكس القيمة التي يحظى بها كل خروف أو كبش، و قد كشف بعض المتسوقين الذين تحدثوا إلينا أنه خلال هذه السنة الجارية شهدت أسعار الماشية اشتعالا غير مسبوق مقارنة بالعام الماضي رغم وجود الأكل، وحسب ما صرح به العديد من مربي وبائعي الماشية ل (أخبار اليوم) فإنّ أسعار النعاج سجلت ارتفاعا نسبيا تراوح ما بين 30 ألف دج و40 ألف دينار، فيما كانت تباع النعجة العادية متوسطة الحجم من قبل 25 ألف دينار على أكثر تقدير. كما تراوحت أسعار الخروف ما بين 35 ألف و45 ألف دج مع أنها لم تكن تبلغ 20 آلاف دينار جزائري، هذا بالنسبة للخرفان شبه (المحترمة) التي لا يستحي أصحابها من الظهور بها، فيما تراوح سعر الماعز ما بين 10 و 18 ألف دج، حتى أنّ سعر الشاة (أم الخروف) بلغ أربعة ملايين سنتيم، ولم تنزل أسعار الماشية عن المليوني ونصف خاصة بالنسبة للرؤوس الموجهة للذبح والجزأرة مهما اختلفت في العمر أو الميزان، فيما وصل سعر الكبش الكبير مابين 05 إلى 09 ملايين، في الوقت الذي بلغ فيه سعر الكبش المتوسط العمر وهو ما يعرف ب (العلوش) حدود 35 ألف إلى 45 ألف دج. هذا وقد شهدت هذه الأيام حواف طرقات بلديات حاسي بحبح، البيرين، الجلفة ومسعد تشكل مجموعات من الباعة لعرض ماشيتهم التي مازالت تحتفظ بخاصيتها المميزة التي تتمثل في العرض الهائل لمختلف أنواع الماشية والإقبال الواسع عليها من مختلف الولايات المجاورة نزولا بهذه الأماكن والأسواق التي انتعشت خلال هذه الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى توافد عدد كبير من السماسرة والانتهازيين وتجارالجملة الذين يتهافتون على شراء الماشية خاصة الخروف لشحنه إلى ولايات أخرى ومنها العاصمة. وأمام هذا الإقبال المتزايد خلال هذه الأيام اضطر السماسرة إلى فرض منطقهم وفق متطلبات العرض والطلب فارتفع مؤشر الأسعار إلى مايقارب أو يفوق 10 آلاف دج مقارنة بالأسعار التي كانت عليها منذ أسابيع قليلة، وهو ما فسره العارفون بخبايا السوق بالورقة الرابحة للسماسرة والانتهازيين الذين يقلبون الأسعار بحسب مطالب الزبائن. ويطرح الموالون استفهامات حول التأثيرات الخارجية التي صنعت هذه الزيادات في منطقة سهبية ذات خصوصية رعوية، تعدّ الآلاف من رؤوس الماشية، أين أرجعوا في ذلك لهيب أسعار هذه الماشية إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية المخصّصة لتغذية مواشيهم كمادة الشعير التي وصلتهم (على حد قولهم) إلى 3500 دج، أما مادة النخالة فوصلت إلى 2500 دج للقنطار، أما بالنسبة للفرينة فقد بلغ سعرها حدود 3 آلاف دج، إضافة إلى كل هذا شح تساقط الأمطار خلال الأشهر القليلة الماضية التي ساهمت نوعا ما في ارتفاع الأسعار، وهذا دائما حسب العارفين بخبايا القطاع وتقلبات الأسواق.