عرفت هذه الأيام الأخيرة مع اقتراب العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك أسعار الخضر والفواكه واللحوم مستويات قياسية جعلت المواطن الجلفاوي البسيط يقف عاجزا أمام سيناريو قديم جديد وهو الذي مازال لم يخرج من ارتدادات مصاريف رمضان والعيد والدخول المدرسي و الجامعي. هذا وقد فاقت أسعار بعض الخضر الواسعة الاستهلاك، كالبطاطا والبصل والطماطم والسلطة وغيرها كل التصورات والمستويات القياسية التي جعلت المواطنين ذوي الدخل المحدود يشتكون من هذا اللهيب الفاحش، أين تساءلوا عن سبب ارتفاع هذه الأسعار، وخاصة البطاطا التي تعدّ الأكلة المميّزة للعائلات، و استغربوا في ذلك عن جدوى تواجد مصالح المراقبة و قمع الغشّ ما دامت لا تقوم بخدمة المستهلك وتحميه من عمليات التحايل عليه خاصة بعد إعلان السلطات الحرب على الأسواق الفوضوية، واشتكى مواطنو ولاية الجلفة خلال جولة قامت بها جريدة (أخبار اليوم) والتي كانت وجهتها الأولى بالسوق الأسبوعي ببلدية حاسي بحبح من لهيب هذه الأسعار التي أرجعها الكثيرون إلى حركة السوق في العرض والطلب، وكشفت لنا هذه الجولة القفزة الكبيرة في أثمان بعض الخضر التي يكثر عليها الطلب كالبطاطا الذي ارتفع سعرها من 35 دج إلى 70 دج، ولم ينجو المواطن من هذا الارتفاع الفاحش لأسعار البطاطا فقط، بل امتد الحال إلى باقي السلع، حيث وصل سعر البصل 60 دج والذي أضحى يساوي سعر البطاطا، أما سعر (السلطة) من النوع الرديء ب 70 دينارا للحزمة، فيما تراوح سعر الطماطم ما بين 60 و90 دينار ابعدما كانت لا تتجاوز ال 40 دج، في حين بلغ سعر الفلفل الحلو 120 دينار والجزر ب 60 دينارا، أما الفواكه فحدث ولا حرج، وقد أكد العديد من المواطنين في تصريحات متطابقة ل "أخبار اليوم" أنّ أسعار الخضر والفواكه كانت منذ أسبوعين في متناول الجميع، إلا أنهم تفاجؤوا بارتفاعها بشكل مفاجئ وهو الأمر الذي وجد فيه هؤلاء المواطنون استغلالا حقيقيا وضحايا ترشح بين مطرقة الغلاء الفاحش من موقع وسندان التجار والمضاربين من موقع آخر، في الوقت الذي يدفع فيه المواطن البسيط الكثير لسد متطلبات و حاجيات أفراد عائلته مثلما حدث مع إحدى المواطنين الذي التقيناه بالسوق الأسبوعي بحاسي بحبح وذكر في حديثه ل (أخبار اليوم) أنه لم يفهم ماذا حصل للأسواق، فأسعار جميع المواد -حسبه- فوق السقف، حيث أكد في ذات السيّاق أنه منذ ساعة وهو يتجول في السوق ولحد الآن لم يستطع شراء ما يحتاج إليه، ومن جهتها قفزت أسعار اللحوم بنوعيها هي الأخرى إلى سقف لم يسجل منذ حوالي سنة، حيث وصل سعر الكلغ الواحد من اللحم في بعض القصابات ما بين 1100 دج و1250 وهي المرة الأولى التي يصل فيها السعر إلى هذا السقف، بسبب غلاء الماشية التي ارتفعت أسعارها خلال هذه الأسابيع الأخيرة، في الوقت الذي لم يكن فيه لحم الخروف من قبل يتجاوز 800 دينار للكيلو غرام الواحد بعاصمة الولاية، وهو ما يطرح في ذلك العديد من علامات استفهام، دون الحديث عن اللحوم البيضاء التي عرفت هي الأخرى أيضا ارتفاعا كبيرا بعد اتساع الطلب عليها، حيث وصل سعر الكيلوغرام من الدجاج إلى حدود 390 دج، وهذه الأسعار تحولت إلى هاجس حقيقي لدى المواطنين خصوصا الطبقة المتوسطة والفقيرة، وأرجع جل التجار ارتفاع أسعار الدجاج التي بلغت ذروتها إلى تراجع العرض الناجم عن تخلي العديد من مربي الدواجن عن نشاطهم، وبالرغم ما تؤكد الدولة لدعمها للمنتجات ذات الطابع الإستراتيجي وواسعة الاستهلاك كالحبوب والبطاطا، فإنّ ولاية الجلفة تملك أكثر من 1800 هكتار من المحاصيل المزروعة بالبطاطا، بعد نجاح مزعوم لبرنامج عقود النجاعة الموقع مع وزارة القطاع، إلا أنّ جنون أسعار الخضر والفواكه واللحوم هذه الأيام يعكس ما هو موجود على أرض الواقع وهي الأسعار التي لم تتمكن لا مصالح التجارة ولا المراقبة من كبحها حتى الآن، وفي ظل لهيب هذه الأسعار التي تشهدها أغلب الأسواق الجلفاوية في أسعار الخضر والفواكه واللحوم بنوعيها مع حلول أية مناسبة سواء في الأعياد أو المناسبات، يبقى المواطن البسيط هو وحده الضحية ومن يدفع الثمن في الأخير، ليجد نفسه بين المطرقة والسندان، مجبرا في الأغلب على اقتنائها خاصة وأنّ هذا الارتفاع يبقى لفترة لا بأس بها إن لم نقل أسبوعين قبل العيد وأسبوعا آخر بعده.