تسعى كل الفعاليات في المجتمع إلى تجسيد ثقافة التبرع بالدم وتحقيق صحوة الجميع في حمل رسالة التبرع بالدم ونتائجها الإيجابية على المديين القريب والبعيد، أي في الدنيا والآخرة، كونها تبقى عملا تطوعيا وخيريا فيه الخير الكثير للمحسنين دون أن ننسى المرضى الذين هم بحاجة لقطرات من دماء الأصحاء. وعلى الرغم من تضاؤل العمليات إلا أنها عرفت إقبالا في السنوات الأخيرة كون أن الكل صار يسارع إلى الأعمال الخيرية على غرار التبرع بالدم من باب الإحسان بالنظر إلى عظمة العمل التطوعي. ولم يبق العمل مقتصرا على الوكالات المختصة في جمع الدم وتوصيل الأمانة إلى المرضى، بل انتقلت الفكرة حتى إلى الجامعات والمدارس والمساجد وحتى الشركات التي راحت تأطر تلك الحملات للعمال من وقت لآخر بالنظر إلى النقص الوارد في العملية، وذلك راجع إلى مجموعة من الأسباب منها جهل البعض بكيفية القيام بعملية التبرع وكذا التخوفات الكبيرة من آثار العملية على الصحة. وكانت شركة (انفنسيس) المتعددة الفروع في النشاطات البترولية بقاريدي 2 بالقبة في الموعد لإطلاق المبادرة الحميدة أول أمس، وهي المبادرة التي تجاوب معها أغلب العمال وتمت العملية بالتنسيق مع الشركة وكذا الوكالة الوطنية للتبرع بالدم التي شجعت الفكرة، بحيث لم يبخل العمال من التقرب من شاحنات حقن الدم للقيام بالعمل الخيري العظيم، وكانت الفرصة للتقرب منهم وإبراز روحهم الإنسانية العظيمة ومنهم السيد طارق، في العقد الرابع، مهندس بذات الشركة، قال إنه قام بالتبرع للسنة الثانية على التوالي وهو في صحة جيدة ولم يجد أية عوائق، بل بالعكس يرتاح كثيرا خصوصا لما يتذكر أن بدمه سوف ينقذ حياة أشخاص مرضى يحتاجون إلى الدم بصفة دورية ومستمرة. نفس ما راح إليه عبد الرزاق، وهو موظف بالشركة، يقوم بالتبرع للمرة الأولى، وهو ذو معنويات مرتفعة جدا خاصة وأنه متيقن أن العملية لا تؤثر عليه مادام أنه يتمتع بصحة جيدة فلا مانع في مساعدة المرضى بتلك الإلتفاتة ونيل أجرها. طارق، عبد الرزاق، ياسمين... وغيرهم هم عمالٌ اختاروا إلغاء فكرة التهرب من التبرع بالدم وأبوا إلا تأدية الواجب ومساعدة من هم في حاجة إلى قطرات من دم إخوانهم. مدير الشركة السيد محمد حالس قال: إن المبادرة تندرج في إطار المبادرات الاجتماعية للموظفين ومعظمهم مهندسون ذوو شهادات عليا، حيث وفي نفس الفترة من شهر أكتوبر من كل سنة تنظم الشركة على غرار نظيراتها وفروعها بالدول الغربية والعربية نشاطات ترفيهية للعمال وفي نفس الوقت ذات أبعاد إنسانية على غرار حملة التبرع بالدم الذي تشهدها المؤسسة للعام الثالث على التوالي وتكون متبوعة إلى غاية يوم الخميس بنشاطات أخرى، منها فسحات ونزهات إلى البحر على شرف العمال، وهي كلها مبادرات لخلق جو حماسي وحيوي بين العمال وتبيين صور التضامن والتكافل الاجتماعي في الوطن الواحد، فالموظف سواء كان مهندسا أو أي إطار في الدولة أو حتى عاملا بسيطا وجب عليه أن يبرز دوره في جميع الميادين الهامة. نقص الإعلام سبب الإمتناع أكدت السيدة لعموري ربيحة، ممثلة عن خلية الاتصال بالوكالة الوطنية للتبرع بالدم أن الوكالة دائمة التشجيع لتلك المبادرات وان الشركة انفنسيس الخاصة كانت في اتصال معها وطرحت الفكرة ولم تجد الوكالة أي داع لتعطيل العملية بل سخرت الإمكانيات من أجل تنظيم العملية خاصة وأن الحملة جاءت تزامنا مع اليوم الوطني للتبرع بالدم الذي يصادف يوم الخميس 25 أكتوبر وهو اليوم الذي ستنظم فيه الوكالة بالتنسيق مع جمعيات وهيئات فاعلة في الميدان حملات تحسيسية وحتى خرجات ميدانية لجمع تبرعات المحسنين بالدم، وأضافت في نفس الإطار أن عمليات التبرع بالدم لم تبق كما في الأول وهي في إزدهار وتطور مستمرين مادام أن كل الهيئات الفاعلة في المجتمع تسعى إلى زرع ثقافة التبرع بالدم في عقول الكل من أجل تحسين العمل التطوعي، وأخذت على سبيل المثال الحملة التي كانت على مستوى المساجد في رمضان الفارط خلال صلاة التراويح بحيث عرفت استجابة واسعة من طرف المصلين بالنظر إلى سعي الكل إلى الأجر والثواب خلال الشهر دون أن ننسى الحملات التي تشهدها جل المستشفيات بصفة دورية وحتى الجمعيات بمعدل مرتين في الأسبوع وأكدت أن هناك تجاوبا كبيرا لاسيما من الفئة الشبابية في ظل اللياقة البدنية التي تساعد كثيرا على القيام بالعملية وختمت بالقول أن الأفكار الخاطئة التي يحملها الجزائريون حول ثقافة التبرع بالدم هي من أبعدتهم عن العمل الخيري والتطوعي الذي يحمل العديد من الأبعاد لذلك وجب تكاثف الجهود من أجل الإعلام وتغيير المفاهيم الخاطئة للتبرع وكذا زرع تلك الثقافة وإبعاد جل الشبهات عنها على جميع المستويات بالنظر إلى أهمية العملية خاصة وأن التبرع بالدم يبقى عملا تطوعيا لا يخضع أبدا إلى الإجبار فهو تطوع وليس منتوجاً تبادر الدولة إلى إنتاجه بكل ما أوتيت من قوة لذلك فالإعلام ضروريٌ للتحسيس وإبعاد كافة الأفكار الخاطئة عن الأذهان فيما يخص العملية. مختصون ينفون أكدت الدكتورة نجاري، وهي مختصة في فحوص الدم، أن العملية على الرغم من تخوف الكثيرين من عواقبها إلاّ أنها تكون وفق شروط صحية وإجراءات دقيقة ولا تحمل أي خطورة على صحة المتبرع خاصة وأن هناك مجموعة من المفاهيم الخاطئة حول العواقب الصحية التي تكتنف العملية إلاّ أن جميع الحالات أكدت خلو العملية من تلك الشبهات وأن أغلب عمليات التبرع تمت في أحسن الظروف الصحية خاصة وأن المتبرع لابد أن يكون في صحة جيدة لتفادي العواقب الصحية عليه وكذا التأكد من خلو دمه من جميع الأمراض، وهي العملية التي تكون تبعا لعملية التبرع وتشمل تحليل الدم وتحديد زمرته وصحيته من أجل نفع المرضى به. وأكدت على ضرورة تطوير العملية خاصة وأن النقص يبقى مسجلا بالنظر إلى اتساع رقعة الأمراض التي تحتاج إلى الدم على غرار الهيموفيليا ومرض فقر الدم دون أن ننسى العمليات الجراحية خصوصا مع الارتفاع الرهيب لحوادث المرور كونها تحتاج إلى كميات معتبرة من الدم مما يفرض اتحاد الجهود لتثمين تلك المبادرات والتكثيف من عمليات التبرع. متبرعون في صحة جيدة مدير الشركة هي مبادرات اجتماعية عبد الرزاق (27 عام) الشركة في كل سنة تنظم حملات للتبرع ثم خرجة للبحر