بحث المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الاثنين خطوات عملية لإيجاد حل سياسي دبلوماسي سريع للأزمة في سوريا خلال أول زيارة له إلى موسكو منذ تعيينه مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أن (اللقاء بين لافروف والإبراهيمي تناول مناقشة ما يمكن اتخاذه من خطوات عملية لإيجاد حل سياسي دبلوماسي سريع للأزمة في سوريا). وأوضح لوكاشيفيتش بأن (الوضع في سورية يبقى معقدا وصعبا) مجددا (قلق روسيا مما تشهده سوريا من أعمال إرهابية خاصة وأن أحد هذه الأعمال الإرهابية تزامن مع زيارة الإبراهيمي لدمشق). وقال نائب وزير الخارجية المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف في وقت سابق أن (الطرف الروسي ينوي تقديم اقتراحاته لحل الأزمة السورية) إلى موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية، مشيرا إلى أن الإبراهيمي (بالنسبة للطرف الروسي لم يضع بعد خطة شاملة لحل الأزمة السورية ولكن هناك أفكاراً). وكان مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأممالمتحدة فيتالي تشوركين قد قال في نيويورك الأربعاء الماضي (نؤيد الإبراهيمي وننتظر وصوله إلى موسكو ونأمل في أن تتيح المحادثات معه لروسيا المساهمة في التسوية السلمية في سوريا). وقد وصل الإبراهيمي أمس الاثنين إلى موسكو في زيارة تأتى بعد تلك التي قادها إلى باريس حيث التقى عدداً من المسؤولين في إطار مواصلة المساعي الدولية لبحث الأزمة السورية ومحاولة التوصل إلى حلول لتهدئة الأوضاع. ميدانياً، قال نشطاء معارضون إن الطائرات الحربية السورية قصفت معقلا لمقاتلي المعارضة على مشارف دمشق أمس الاثنين وهو اليوم الأخير من هدنة تخللتها غارات جوية واشتباكات بين الجانبين في مناطق متفرقة من البلاد. وأضافوا أن الطائرات استهدفت منطقة حارة الشوام وهي منطقة سكنية على بعد بضعة كيلومترات شرقي العاصمة حاولت قوات الرئيس بشار الأسد اقتحامها لكنها واجهت مقاومة عنيفة. وكان الجيشُ السوري قد إتَّهم الأحد (المجموعات الإرهابية المسلحة) بمواصلة خرق هدنة عيد الأضحى التي كان طرفا النزاع قد تعهدا بالالتزام بها طيلة عطلة العيد، متوعدا ب(الضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها). وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان إن (المجموعات الإرهابية المسلحة تواصل خرقها الفاضح لوقف العمليات العسكرية في عدد من المحافظات، مما يحتم استمرار التصدي لتلك المجموعات الإرهابية المسلحة وملاحقة فلولها والضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها). وأضافت في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) وفصلت فيه هذه (الخروقات) أن (تمادي المجموعات الإرهابية المسلحة في انتهاكاتها الصارخة لإعلان وقف العمليات العسكرية ما هو إلا دليل قاطع على إرتهانها للمشروع الرامي إلى تفتيت سوريا وتدميرها). ومن (الخروق) التي أحصتها القيادة عمليات (إطلاق نار على حواجز حفظ النظام) وتفجير عبوات ناسفة وعمليات قصف وهجمات بأسلحة رشاشة وصاروخية وتفجير خط لنقل النفط في شرق البلاد. وبحسب سانا، فإن (القوات المسلحة أحبطت الأحد محاولة تفجير سيارة مفخخة في خان العسل بريف حلب، وقد فككت وحدات الهندسة السيارة وقدرت وزن المتفجرات بنحو ألف كلغ). وأكدت سانا أن القوات المسلحة تصدت للخروق وتعاملت مع المهاجمين و(قضت على عدد من الإرهابيين). ودفنت أعمال العنف التي شهدتها سوريا الأحد وأمس الاثنين (الهدنة) التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها خلال عطلة عيد الأضحى، إذ شهد ثالث ورابع أيام العيد غارات جوية وقصفا وهجمات متبادلة. ومنذ إعلان الهدنة في عيد الأضحى الجمعة قتل حوالي 300 شخص في القصف والمعارك بين القوات النظامية السورية ومسلحي المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ما يبدد أي أمل بالتوصل الى وقف للمعارك بعد أكثر من 19 شهرا من الانتفاضة التي تحولت الى نزاع مسلح في سوريا. وبعدما سقط 146 قتيلا الجمعة و114 قتيلا السبت، سجل حتى بعد ظهر الأحد مقتل 23 شخصا على الأقل هم تسعة مدنيين وسبعة جنود وسبعة مقاتلين معارضين، بحسب حصيلة أولية للمرصد السوري لحقوق الإنسان.