يؤكد الباحث المغربي محمد بوشيخي أن الأحزاب الإسلامية في الجزائر، شأنها في ذلك شأن الأحزاب الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، قد انكمشت على الأداء السياسي المحض، دون مقاربة (الشأن الديني) في علاقته ب(الهوية الدينية) للبلاد، وهو استنتاج توصل إليه هذا الباحث بعد دراسة معمقة لمعالم التدين في المنطقة المغاربية. ويمكن لقارئ دراسة الباحث بوشيخي المعنونة ب(الدين والدولة في المنطقة المغاربية خلال سنة 2011) أن يخلص إلى أن هزال الأحزاب الإسلامية في بلادنا لا يقتصر على الجانب السياسي الذي تترجمه نتائج الإسلاميين في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وإنما يمتد إلى الجانب الاجتماعي، حيث تسجل التشكيلات السياسية الجزائرية المصنفة في خانة (الإسلامي) غيابا تاما عن المجال الدعوي الذي برزت من خلاله في سنوات خلت.