فيما يتذمر بعض المواطنين من مشقة الصوم والحرمان من الطعام طيلة ساعات النهار، خاصّة مع ارتفاع درجة الحرارة، فان البعض الآخر لا يتوانى عن انجاز كل ما يمكن أن يراه البعض صعباً خلال رمضان، ومن ذلك ممارسة الرياضة، التي يحبذها البعض خلال رمضان وفي النهار كذلك. رغم أن الكثير يعتبر أن ممارسة الرياضة في رمضان ودرجة الحرارة تعدت الأربعين في بعض المناطق، يعتبر ذلك مشقة ليس بعدها مشقة، لكن آخرين يقبلون على ممارستها بكل نشاط وجد، بل يعتبرون أنها مساعدة على نسيان الصوم، وان ساعات قليلة من الرياضة في رمضان قد يكون لها التأثير الذي لا يحدث بعد أيام طويلة من ممارستها في غير رمضان، وهو ما دل عليه امتلاء قاعات الرياضة في نهار رمضان رغم الحرارة المرتفعة، حيث انتقلنا إلى قاعة لممارسة رياضة كمال الأجسام، بالإضافة إلى بعض الرياضات القتالية الصعبة، فوجدناها ممتلئة، وتحدثنا إلى إسماعيل مالك القاعة الذي أكد لنا ذلك قائلاً: "الذهنيات تختلف، فمع وجود أشخاص لا يقدرون على الصيام حتى وهم نائمون، وتجدهم يتشاجرون ليل نهار مع الناس، كما لو أنهم صاموا دهرا، وليس ساعات معدودات، فانك تجد آخرين يصومون نهارهم، ولا يعبئون لا بالحرمان من الطعام، ولا بالحرارة التي بلغت أشدها هذا الصيف، وتجدهم يعملون ويدرسون ويمارسون الرياضة، وحتى في نهاية النهار لا يشتكون من تعب او مشقة، وفي العادة فان الإرادة والعزيمة هي من تصنع الفارق، وليس القوة البدنية للشخص، فنحن نرى رجالا مكتملي الأجسام إلا أنهم يحسون بالإرهاق سريعا، حتى لو لم يبذلوا جهدا يذكر، أمّا زبائن القاعة التي أديرها فعادة ما يحبذون التمرن خلال النهار، فيما يفضل آخرون المجيء في السهرة، وفي الحقيقة ممارسة الرياضة مع الصوم لا تضر بل بالعكس من ذلك، فإنها نافعة جدا، هذا إذا عرف الرياضي كيف يتمرن، خاصة بالنسبة للذين يريدون تخفيض وزنهم، فان رمضان فرصة لا تعوض بالنسبة لهم". وقد انتظرنا خروج بعض الرياضيين الذين كانوا يمارسون رياضة الملاكمة التايلندية، فحدثنا سهيل قائلا:" لا شيء أفضل من الرياضة في رمضان، وبالعكس مما يدعون فإنها تجعل الجسم في صحة ونشاط، رغم أنني اشعر في نهاية النهار ببعض الإرهاق والعطش، ألا أن صوت المؤذن يرتفع ما إن انهي حمامي في البيت، فاتجه مباشرة إلى المائدة، أما ما يشعرني بالتعب أكثر شيء هو البقاء مكتوف اليدين طيلة النهار، او النوم مثلما يفعل البعض، أما إذا ما شغلنا وقتنا بأشياء مفيدة، فإننا لا نكاد نجد الوقت للتعب". وقد أكد لنا علي ذلك فقال:"لنا في أسلافنا من الصحابة أسوة حسنة، حيث كانوا يجاهدون في شهر رمضان، ولا يشعرون بالتعب، بل بالعكس من ذلك يفعلون ذلك بشوق وفرح كبيرين، فقد كانوا يملكون الإرادة الكافية التي تمكنهم من الترفع عن صغائر الأمور مثل التعب والجوع".