تقل ممارسة الرياضة بشكل ملحوظ، خلال شهر رمضان لدى الذين اعتادوا عليها في الأيام العادية فحلول هذا الشهر، هذا العام، وتزامنه مع فصل الصيف الذي لم ينته بعد، جعل هؤلاء يتفادون التدرب خلال النهار، ليؤجل معظم ذلك إلى غاية السهرة حتى يتمكنوا من استرجاع بعض من الطاقة التي تفقد بعد بذل المجهود البدني. وتختلف هذه الممارسة طبعا ما بين الهواة والمحترفين، فالرياضي الهاوي يمارس الرياضة للحفاظ على رشاقته وعلى بنيته الجسدية، هؤلاء نجدهم عادة في قاعات الرياضات المختلفة يقل عليها الإقبال خلال شهر رمضان لا سيما نهارا، أو عبر مختلف المساحات المفتوحة، كغابة بوشاوي مثلا، نظرا للتعب والإرهاق الكبيرين اللذين ينجران عن الصيام. (محمد. ح) معتاد على الذهاب إلى بوشاوي للركض والقيام ببعض التمارين، يقول "لم أعد أذهب إلى غابة بوشاوي منذ حلول شهر رمضان، صراحة الحرارة عالية جدا، ولا يمكنني أن أمارس هذه الرياضة دون شرب الماء والاسترجاع" ومثل غابة بوشاوي يقل إقبال الرياضيين على مركب الساطو أمام ملعب 5 جويلية الذي يعرف خلال الايام العادية نشاطا كبيرا، وتقول الآنسة (حسيبة.ف) "قبل رمضان، كنت أتوجه إلى الساطو مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، من أجل القيام ببعض التمارين الرياضية، لكن خلال هذا الشهر لا يمكنني ذلك نظرا لضيق الوقت، اضافة إلى حرارة الطقس، أنا أمارس الرياضة للتخفيف من الوزن، وأظن أن الصيام سيساعدني على ذلك". حتى وإن قلت ممارسة الرياضة خلال هذا الشهر، إلا أنها لا تنعدم، فهناك من بقي وفيا للرياضة وهذا شأن السيد (عمار. س) الذي وجدناه يركض قبل الإفطار بساعة والذي قال: "لقد اعتدت أن أركض ل 5 كيلومترات، لكن في رمضان أكتفى بمسافة كيلو مترين فقط"، ورغم الحرارة إلا أن محدثنا يضيف بأنه اعتاد طيلة حياته على الرياضة وبالتالي فإن الصوم لا يؤثر عليه أبدا. قاعات الرياضة المختلفة سواء الخاصة بتقوية العضلات أو الرشاقة لم تعد تفتح معظمها نهارا، حيث غير مسيروها البرنامج خلال هذا الشهر، وأصبحوا يفتحون الأبواب ليلا تلبية لرغبة زبائنها، هذا ما يشير إليه (لوناس. ب) الذي يمارس رياضة كمال الأجسام وتقوية العضلات. "لا يمكنني أن أتدرب نهار، لأنني أبذل مجهودا عضليا كبيرا، وهذا يجعلني أحتاج إلى استرجاع الطاقة المفقودة بسرعة، ولهذا أفضل أن أتدرب بعد الإفطار". أحد أصحاب قاعات الرياضة يؤكد من جهته: "خلال شهر رمضان يقل الإقبال على القاعة، عكس الأيام الأخرى، لكن خلال السهرة تعرف إقبالا لا بأس به، لهذا نحن نفتح في أواخر النهار، وفي السهرة حيث يحضر العديد من الزبائن".
الأطباء ينصحون المحترفين بالتدرب ليلا
وإذا كان ذلك حال الهواة فإن الأمر يختلف بالنسبة للرياضيين المحترفين الذين يشاركون في مختلف المنافسات، وبالتالي لا يمكنهم التوقف علن ممارسة "عملهم" في شهر رمضان من أجل الحفاظ على اللياقة البدنية من جهة والاستعداد دائما للمنافسة من جهة أخرى، لا سيما وأن رمضان هذا العام، تزامن مع العودة إلى المنافسة، في معظم الرياضات خاصة كرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر وفي العالم ككل، لهذا كان لزاما على الرياضيين مواصلة التدريبات، الأمر الذي يستحسنه البعض ولا يعجب البعض الآخر من الذين اعتبروا أن إجراء الحصص التدريبية، وحتى لعب المباريات تحت درجة عالية يعني بذل مجهودات بدنية فوق الطاقة، معتبرين أنه يؤثر على المردود العام لأي رياضي، ويعد خطرا على صحتهم، مستندين في ذلك على بعض الآراء الطبية التي تقول إن: "بذل مجهود عضلي كبير لمدة معينة، قد يفقد الجسم الأملاح، ويسبب الجفاف، وكذلك نقصا في نسبة السكر في الدم، مما يؤدي في بعض الحالات إلى سكتة قلبية، إن كانت هذه الممارسة تحت درجة حرارة عالية، الأمر الذي جعل بعض الرياضيين يتخوفون من عواقبه في الوقت الذي تبرمج فيه البطولة الوطنية لكرة القدم في الجزائر، بقسميها الأول والثاني، قبل الإفطار على الساعة الثالثة زوالا، ويستثنى من هذه القاعدة النوادي التي تملك ملاعب بها أضواء كاشفة تمكنها من الاستقبال ليلا، أما الأندية الأخرى، فهي مرغمة على اللعب نهارا بكل المخاطر التي من شأنها أن تؤثر على حياة اللاعبين وعلى مردودهم فوق الميدان، مثلما أكد عليه مدرب اتحاد الحراش بوعلام شارف، عقب لقاء فريقه ضد مولودية العلمة مؤخرا، حيث أشار إلى أن عامل الصيام، أثر كثيرا على مردود اللاعبين، رغم فوزهم بهدفين مقابل واحد، وحسب الدكتور (عاشور. ب) فإن "ممارسة الرياضة نهارا، إن لم يكن ب "ريتم" كبير فإنه لا مانع منها، أنصح بالمشي بعد الإفطار، وبعد الاسترخاء قليلا، حتى تسهل عملية الهضم، وأنصح الرياضيين أيضا بالتدرب بعد الإفطار وبعد أن تتم عملية الهضم بصفة نهائية، هذا ما يساعد أي ممارس محترف على أن يقوم بتمارينه دون عناء".