تسعى منظمة التعاون الإسلامي إلى طرح محنة المسلمين الروهينغا في ميانمار، على أعلى مستوى في المجتمع الدولي. وقالت المنظمة في بيان لها إنها تعمل على تعبئة الجهود من أجل أن تبحث قضية الروهينغا المسلمين في مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أن العنف المتعمد والممنهج ضدهم يعد (تطهيرا عرقيا)، ويجب النظر فيه على أعلى مستوى في المجتمع الدولي. وأضافت (إن قرى الروهينغا تعرضت في الأيام الماضية لهجمات منسقة من طرف ما يسمى لجان الأمن الأهلية المتمثلة في مجموعة من البوذيين، وأن هناك نحو تسعة آلاف من الروهينغيين فروا إلى البحر والغابات)، مشيرة إلى وجود نحو سبعين ألف مشرد داخليا من الروهينغا في المخيمات قبل اندلاع أعمال العنف الأخيرة. وأشارت إلى أنها تواصل جهودها لإيصال المعونات الإنسانية من خلال المنظمات غير الحكومية بعد أن رفضت حكومة ميانمار فتح مكتب للتنسيق الإنساني للمنظمة بولاية أراكان، رغم أن المنظمة وقعت اتفاقا مع الحكومة لفتح المكتب. وفي هذا السياق، أجرى أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام للمنظمة، مباحثات مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، في العاصمة القاهرة، تناولت المباحثات أوضاع مسلمي ميانمار وسبل تخفيف معاناتهم وتقديم العون لهم. كما بحث الطرفان، ضرورة إثارة القضية في المحافل الدولية، والاستعدادات الجارية لعقد قمة منظمة التعاون الإسلامي في مصر مطلع فيفري، وفقا للجزيرة نت. وأكد وزير الخارجية المصري، اعتزام بلاده توفير جميع الإمكانات لضمان نجاح القمة في تحقيق انطلاقة جديدة للتعاون بين الدول الإسلامية. وقال أوغلو عقب اللقاء (إن منظمة التعاون الإسلامي تقوم حاليا باتصالات مكثفة على مستوى الأممالمتحدة ومجلسِ الأمن من أجل دفع قضية مسلمي ميانمار في المحافل الدولية)، مطالبا المجتمع الدولي بالتعامل بشفافية مع هذه القضية. يُذكر أن مسلمي بورما-وعددهم نحو 800 ألف- يتعرضون منذ جوان الماضي إلى أعمال عنف وتشريد وتنكيل منظمة، من طرف الأغلبية البوذية الساعية إلى ترهيبهم ودفعهم إلى الفرار إلى بنغلاديش المجاورة بهدف الاستيلاء على بيوتهم ومزارعهم وأملاكهم المختلفة، ولا تزال أعمال العنف مستمرة ضدهم برغم كل الضغوط التي تمارسها بعض الحكومات الاسلامية على الحكومة البورمية المتواطئة مع البوذيين المتعصبين ضد المسلمين، حيث ترفض توفير أية حماية أمنية لهم، وتتركهم عرضة لهجومات البوذيين. وكان الرئيس البورمي قد طالب صراحة بتهجير مسلمي بلده حينما صرح قبل أشهر بضرورة إيجاد (بلد آخر) يقبل استقبال مسلمي بورما.