نظراً لبلوغ أزمة السكن بالجزائر ذروتها أصبحت العائلات الجزائرية تتخذ أي مكان تحتمي فيه رفقة أبنائها وهذا ما يحدث لأزيد من 30 عائلة مقيمة بحي مايا باش جراح التي تعيش أوضاعا مزرية وقاسية للغاية داخل سكنات لا تصلح للإيواء بسبب انعدام أدنى شروط العيش الكريم منذ قرابة 18 سنة، وما زاد من معاناتها والأمور ترديا هو سياسة الصمت المطبق والتهميش المفروض عليهم من طرف السلطات المحلية التي أدارت ظهرها لانشغالاتهم ومعاناتهم اليومية والتي دام أمدها كما لم تكن تلك العائلات ضمن مقاطعة البلدية المذكورة. وقد أبدت هذه العائلات استياءها الشديد من الوضعية الكارثية التي تعيشها واصفين إياها بالمزرية والإجحاف في حقهم كمواطنين لاذنب لهم سوى أنهم أناس فرضت عليهم الظروف القاهرة اتخاذ هذا المكان كمأوى لهم، وقال محدثونا إنه بالرغم من الشكاوي المتعددة المرفوعة للمسؤولين المتعاقبين على البلدية إلا أن هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم عناء التنقل والوقوف على حجم المعاناة التي يصارعونها في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة والمتردية والتي تنعدم فيها أبسط ضروريات الحياة الكريمة، وذلك باتخاذ إجراءات ضرورية من أجل انتشالهم من عمق البؤس الذي يضرب بظلاله على أغلب العائلات الفقيرة وذات المداخيل المحدودة، مطالبين في السياق ذاته بالتدخل لإخراجهم من هاته السكنات التي تشبه إلى حد بعيد الأكواخ، بحيث تحوّلت حياتهم إلى جحيم وكابوس لا يطاق وهو ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر أمام ارتفاع نسبة الإصابة بمختلف الأمراض كالربو والحساسية ومشاكل التنفس وغيرها من الحالات الناتجة عن تدهور المحيط البيئي والسكني، ويضاف إلى هذه المشاكل مشكل اهتراء الطرقات التي تصعب من خروج ودخول السكان إلى منازلهم خاصة مع تساقط كميات قليلة من الأمطار التي تكون كافية لكي تسد المنافذ ليستحيل السير بها. وقد أكد السكان ل (أخبار اليوم) أن السكنات تنعدم فيها قنوات الصرف الصحي، إذ يعتمدون في معيشتهم على النمط البدائي للتخلص من المياه القذرة بإقامة المطامر التي غالبا ما تمتلئ لتتسرب منها الفضلات نحو الخارج مشكلة مياها راكدة ومتسببة في انتشار الروائح الكريهة التي تسد الأنفاس وتحول الحي إلى مكان لتجمع مختلف الحشرات الضارة والمتضرر الأكبر هم الأطفال والرضع الذين لا يتحملون عبء هذه الأمراض المختلفة بسبب طبيعة المكان الذي لا يصلح لإيواء بني البشر على حد تعبير القاطنين بذات الحي، ولم تتوقف معاناة سكان هذا الحي عند هذا الحد بل هناك عائلات أخرى لم تجد مكانا لتستقر به سوى (مرآب) قامت بتحويله إلى مأوى يقيها من حر الشمس وبرودة الشتاء، أما عائلات أخرى فقامت بتشييد بيوت قصديرية من الصفيح والخشب لاتتسع لكل أفراد العائلة الواحدة كون كل عائلة تتكون من 9 أفراد أو أكثر مما يجبر أبناء بعض العائلات إلى التوجه للنوم بالحاويات والقطارات أو المراقد حسب شهادات السكان بسبب ضيق المكان وانعدام أبسط ظروف الحياة كباقي المواطنين الجزائريين الذين ينعمون بالدفء والراحة داخل سكنات لائقة حسبهم، وقد أكد محدثونا أنهم سئموا من الأوضاع المتدنية التي نغصت عليهم راحتهم وحوّلت حياتهم إلى جحيم بكل ماتحمله الكلمة من معاني. وأمام هذا الوضع المأساوي يطالب السكان بالتدخل العاجل للسلطات المحلية والولائية لاحتواء المشكل وانتشالهم من المعاناة التي طال أمدها وهذا بترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم.