أكد الدكتور الشيخ عبد الله بن راشد بن عزيز السيابي نائب رئيس المحكمة العليا فى سلطنة عمان أن شهر رمضان هو شهر يتحقق فيه تقوى القلب وخشوع الجوارح وعلى المسلم أن يستغلَّ أوقاته استغلالاً مفيدًا ونافعًا. وقال السيابي إن قيام رمضان غفران للذنوب، وعلى المسلم أن يغتنم فضل الصدقة والصلة فيه وأن يتقرب بأصناف الطاعة والبرّ والإحسان فيه. وأشار الى أن أوضاع المسلمين تتحسَّن بتقوية الصلة بالله عزَّ وجلّ وبإتباع منهجه القويم وصراطه المستقيم. وأوضح ان الإسلام جاء بتعاليم سامية، وقيم نبيلة، راعت جميع الحقوق، وحفظت كلَّ الذمم، ورسمتْ طريقًا واضحًا للتعايش السلمي بين الأمم. وأكد أن وسائل الإسلام في حماية أمن المجتمع وضمان سلامته من مخاطر العنف ونحوه تكمن في تحقيق العدل بين الناس، الذي به قامت السماوات والأرض، وبه يتحقق الأمن والطمأنينة ورغد العيش بالإضافة الى التربية الصالحة للنشء، وتوعية المجتمع بمخاطر العنف على الإنسان في عقله وبدنه وماله وعرضه ودمه. وأضاف: إن شهر رمضان موسم عظيم لاغتنام الأجر، والتنافس في الخير، شهر تضاعف فيه الدرجات، وتغفر الذنوب والسيّئات، يقال فيه: يا صاحب الخير أقبل، ويا صاحب الشرّ أدبر، وهو شهر يتحقق فيه تقوى القلب وخشوع الجوارح، يقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). فالمسلم يسعد ويستبشر بمقدم الشهر الكريم، لما يعرف من تجلّي رحمات المولى عز وجلّ على عباده الصائمين. فعلى المسلم أن يستغلَّ الوقت استغلالاً مفيدًا ونافعًا، لا يضيع أيّة فرصة فيه، وأن يمتريه امتراء الضرع، يقضيه في العبادة، وهي متنوّعة والحمد لله لا يملّ منها من ذاق طعمَها، وعرف كنهها، فليكثر المسلم من صلوات النافلة والطاعة، وليحرص على صلاة التراويح وصلاة الضحى وقيام الليل عند السحر، فإنَّ له مذاقًا خاصًا. قال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) وقد وصف الله عباده الصالحين بقوله: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ). وقال: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). وقيام رمضان غفران للذنوب ففي الحديث الشريف: « من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه «، وليكثر المسلم من تلاوة القرآن الكريم في هذا الشهر العظيم، فإنه شهر القرآن. (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ). (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ). قال صلى الله عليه وسلم: «اقرؤا القرآن فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة». وليغتنم المسلم فضل الصدقة والصلة، ففي الحديث الشريف: «من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتقا لرقبته من النار .... ومن سقى فيه صائمًا سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها أبدا». وعلى العموم أصناف الطاعة والبرّ والإحسان متنوّعة في رمضان فينبغي اغتنامها والحرص عليها ليقوّي بها المسلم رصيده عند الله عز وجلّ. (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا).