بقلم: كمال الرواغ مرة أخرى وليس أخيرة تعود وتقفز غزة إلى المشهد السياسي في أروقة الأممالمتحدة بعد أن عرض فيليبو غراندي المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، تقريره بشأن اللاجئين الفلسطينيين، حيث قال في سياق تقريره، بأن غزة ستصبح منطقة غير قابلة للحياة عام 2020م، بسبب الحصار وتوقف الاقتصاد وتوقف العديد من الأنشطة الغذائية والأنشطة الخاصة للأمم المتحدة هناك. وأنا هنا أصحح ما قاله مفوض الوكالة الدولية أن غزة غير قابلة للحياة الآن وليس في عام 2020م، أولا : بسبب الحصار المفروض على السكان وليس على مسببيه اللذين ينعمون برغد العيش ورفاهيته على حساب المواطن العادي الذي يدفع ثمن هذا الحصار السياسي. وأيضا بسبب توقف الاقتصاد بشكل كامل في قطاع غزة للعامل والصانع والمزارع، حيث ينعم باقتصاد غزة فقط التجار وأبناء الحركة وقيادتها ومناصريها، بدءا بالوظائف العامة، وانتهاء بقوافل المساعدات الدولية والعربية برا وبحرا، صحيح لو تجولت في أسواق غزة ومولاتها لوجدت بها ماتشتهي الأنفس من البضائع المهربه من الأنفاق، لكنها معروضة فقط لمن يملك أن يشتريها وهم معدودون على الأصابع. ونحن نقول لأولي الأمر والنهي، من أصبح وأمسى ولم يهتم بأمور المسلمين فهو ليس بمسلم، أم يجب علينا أن نفهم لغة الرعاة، كي نفهم ما تفهمه الماشية. ونحن هنا نقول لمفوض الأممالمتحدة لماذا يَحرم اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة من المساعدات؟؟؟ حيث أن مسببات هذه المساعدات مازلت قائمة بدءا بالاحتلال الذي مازال يجثم على صدرونا، يقتل ويبطش ويصادر أرضنا كل يوم، وأيضا مازلتم تقفون عائقا أمام حصول شعب فلسطين على دولة مستقلة بناء على رغبة اللوبي الصهيوني. ونحن نحذركم من الانفجار الكارثي للشعب الفلسطيني نتيجة الإحباط والتهميش واليأس الجماعي الذي يشعر به الفلسطينيون، حتى لو استمر الصراع ألف عام لن تجعلونا حطاما ركاما.. لقد كنت أستمع إلى راديو وطن لبرنامج (صباح الوطن)، حيث شدتني مشكلة مواطن يدعى (أبو أحمد) أحد ضحايا الانقسام والذي كان يعمل موظفا في السلطة الوطنية الفلسطينية ما قبل الانقلاب على الشرعية، حيث تم فصل راتبه كما يقول نتيجة تقارير كيدية كتبت ضده وهذا الأمر الذي جعل أسرته تعاني أشد أنواع الفقر والبؤس. والذي أدى إلى تفكك أسرته بعد أن بات لا يستطيع أن يلبي أدني تكاليف الحياة من مأكل وملبس ومشرب لأبنائه وبناته، مما أدى ضياع الأسرة ما بين عائلة الزوج وعائلة الزوجة اللذين أخذوا زوجته منه وأطفالها الصغار لعدم تمكنه من تأمين لقمة العيش لهم ويرفضون عودتها له. وأنا هنا أتساءل كمواطن حريص على وحدة هذا الوطن وأبنائه.. إلى متى سيستمر هذا الجرح الغائر في خاصرة الوطن بعد أن كان يخرج المناضلين من أجل الحرية والكرامة، أصبحنا نخرج المتسولين والمجرمين والمنافقين، فتحية إلى كل الغيورين على وحدة هذا الشعب وتحية إلى كل أبنائه الشرفاء القابضين على الجمر من أجل حريته ووحدنه وكرامته هذا.