حتى وإن وصف الكثيرون مواجهة منتخبنا الوطني أمام نظيره البوسني بالمهزلة كون اللّقاء جرى فوق ليس بحيرة من المياه فحسب، بل فوق مزرعة في عزّ الشتاء، إلاّ أنني فرحت لما أنعمنا به اللّه خلال إجراء اللّقاء من مطر الرّحمة. المطر الذي كشف في الحقيقة الوجه الآخر لمسير الكرة عندنا، ونقولها بكلّ صراحة إن مسيّري الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وبعدها يأتي من كان وإلى وقت قريب على رأس وزارة الشباب والرياضة. فبعد أن ظلّ الساهرون على (الجلد المنفوخ) في بلادنا يتهرّبون من حقيقة أرضية ملعب 5 جويلية، وإذا بهم القدر يفضحهم، وأيّ فضيحة؟ لقد تابعها الملايين من الجزائريين والكثير من محبّي منتخبنا الوطني في العديد من الدول الأجنبية، عن أرضية ميدان ملعب 5 جويلية، ليس لكون الأرضية كانت ثقيلة جرّاء الأمطار الغزيرة، بل لكون هذه الأرضية تحوّلت كما سبق الذكر إلى حقل زراعي يصلح فوقه كلّ شيء إلاّ لعب كرة القدم. والقضية الكبرى أن المنافس اسمه (البوسنة والهرسك) الذي يتزعّم مجموعته ضمن تصفيات كأس العالم المقبلة 2014 عن المنطقة الأوروبية. ويقال والقول على الرّاوي إن العديد من لاعبي هذا المنتخب رفضوا مواصلة اللّقاء بعد نهاية الشوط الأوّل لكون أرضية ملعب 5 جويلية في نظرهم لم يسبق لأحدهم وأن لعب في مثلها طوال مسيرتهم الكروية، بل لم يسبق لهم وأن شاهدوا مثلها ولو في دول أشبه بدولة (اللوزوتو)، مع احتراماتي لهذا البلد، حيث يمتلك ملاعب أشبه إلى حدّ كبير بملعب جيراننا في تونس. الفضيحة الكبرى لا تتمثّل في أن أرضية ملعب 5 جويلية تحوّلت إلى حقل زراعي، بل لما صدر من بعض من يسمّون أنفسهم رعاة الكرة الجزائرية على أنهم كانوا ينتظرون أن تتحوّل هذه الأرضية إلى حقل لزراعة (البطاطا) وهو ما يجعل هؤلاء في عين الإعصار، بل في قلب (الفضيحة). لماذا ظلّ هؤلاء يتهرّبون من سوء أرضية ميدان ملعب 5 جويلية؟ وفي انتظار أن تخرج علينا ذات يوم (لجنة) تقصّي الحقائق من (كارثة) ميدان ملعب 5 جويلية، نقول وسنظلّ نقول إن لم تستح فاصنع ما شئت.